الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تناسبني أدوية مثبطات السيروتونين، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الوسواس القهري وتبدد الشخصية والاكتئاب والهلع، أخذت مثبطات السيروتونين وثلاثية الحلقات، فتسبب لي بتململ الساقين الحاد، لأني كنت آخذ مضاد للاستفراغ، توقفت عن كل الأدوية، وذهب التململ بعد أن فكرت بالانتحار، أو أخذ بنج موضعي لساقي، والآن عاد الوساوس والقلق، وأخاف من رجوع تململ الساقين.

أريد دواء يرخي الأعصاب والعضل، لأن تململ الساقين لا زال مستمرا بشكل طفيف، وهو مزعج، والدواء ليس من فئة ssri -snri، ومضاد ثلاثية الحلقات، ليعطيني الشعور بالسعادة، لأني مكتئب جدا، حاولت تغيير نمط حياتي بلا جدوى، وممارسة الرياضة، أقرأ القرآن وأصلي، لكن المشكلة داخل جسدي، تناولت الدوبامين بلا فائدة، أريد أدوية تساعد على نسيان تململ الساقين، والتخفيف من الكآبة والوساوس حتى لو مؤقتا.

أرجوكم لا تطلبوا مني أن أغير نمط حياتي، وأقرأ القرآن والاستغفار والرياضة، والانشغال بشيء آخر، لأنني أفعل كل ذلك، وأنا ملم بالشريعة.

ارجوكم اسعفوني لأني ذهبت لأطباء، لكنهم لم يعرفوا حالتي، وطلبوا مني تناول الأفيونات، وأنا لدي مشكلة في التنفس، فلا يمكنني، وأخذت دواء clonazepam فقط وأصابني بعدم الاتزان.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يامن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أخي: ركّز على الآليات العلاجية غير الدوائية للتخلص من الوسواس القهري وكذلك الاكتئاب. الإنسان هو عبارة عن مثلث سلوكي: ضلعه الأول الأفكار، وضلعه الثاني المشاعر، وضلعه الثالث الأفعال. والإنسان يجتهد في تغيير فكره ومشاعره، ويجب أن تكون أفعاله إيجابية، والأفعال الإيجابية دائمًا تقود أيضًا للفكر وللشعور الإيجابي. هكذا - يا اخي - تكون الحياة.

وممارسة الرياضة - يا أخي - أنا أراها مهمّة جدًّا في حالتك، تمارين الاسترخاء ضرورية وفاعلة جدًّا، ولو بالإمكان يمكنك أيضًا أن تمارس اليوجا، بشرط أن تبتعد عن الجوانب الدينية فيها. وقطعًا التمارين الاسترخائية ستعود عليك بفائدة كبيرة، لأن تململ الساقين في حد ذاته دليل على أن النواة القلقية لديك مرتفعة جدًّا.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: يمكنك أن تتناول أدوية غير الـ (SNRI) والـ (SSRI)، هنالك دواء يُسمى (اجوميلاتين Agomelatine) ممتاز جدًّا وجيد جدًّا، تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، سيفيدك -إن شاء الله تعالى-، هذا الدواء يتطلب أن تجري فحصًا لوظائف الكبد قبل أن تتناوله، فإن كانت سليمة تناول الدواء ثم قم بفحص آخر بعد ثلاثة أسابيع من تناول الدواء، و-إن شاء الله- الوظائف سليمة، استمر عليه ثم قم بفحص ثالث بعد ستة أسابيع للتأكد، ويُفضل - أخي الكريم - أن يصفه لك الطبيب، هذا سيكون أفضل وأسلم بالنسبة لهذا الدواء. واسمه التجاري (فالدوكسان Valdoxan)، دواء جيد جدًّا، ولنا تجارب إيجابية معه.

وأيضًا هنالك دراسات تُشير أن تململ الساقين يمكن علاجه من خلال تناول جرعة صغيرة من عقار (سينيميت Sinemet)، والسينيمت معروف بأنه يُعطى في حالات الشلل الرعاشي، لكن حين يتم تناوله بجرعاتٍ صغيرة أيضًا يفيد في مثل حالتك هذه، وهذا - يا أخي - يجب أن تستشير فيه الطبيب أيضًا، هي وجهة نظر أنا طرحتها لك، وأراها سوف تكون مفيدة جدًّا بالنسبة لك.

أخي: لا داعي أن تتناول عقار (كلونازيبام Clonazepam)، وأعتقد اتباعك للإرشادات التي ذكرتُها لك ستكون مفيدة جدًّا لك، وأيضًا من الضروري والمهم أن تجعل نمط حياتك إيجابيًّا، أن تتجنب السهر، أن تمارس الرياضة، أن تُحسن إدارة وقتك، أن تكون لك آمال وطموحاتٍ وأهداف، أن تكون بارًّا بوالديك.

وبالنسبة لنمط الحياة: لا بد أن نذكره لك، لأن هذا علاج أساسي، والصلاة وقراءة القرآن والاستغفار؛ هذا أيضًا لا بد أن نذكّر أنفسنا ونذكّرك، فلا تنزعج لما ذكرناه لك، ونحن سعداء جدًّا بمشاركاتك في الشبكة الإسلامية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً