الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تحصين المسلم نفسه من أمراض النفس والمس والرقية الشرعية لعلاج ذلك

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل الله الكريم أن يحفظكم من كل مكروه، وأن يجزيكم خير الجزاء، وأشكركم على الاهتمام بالناس.

الخوف الذي أشعر به هو بسبب المرض الذي بي، وأخاف من السفر أيضاً بسبب المرض، فأنا مطالبٌ بالسفر للخارج للعمل لكني خائف أن أفشل بسبب هذا المرض، فإني إذا مرضت لا أستطيع النوم، وشكلي يتغير، وأُصاب بالسرحان، فيكلمني الذي بجواري وأنا سرحان، وأفكاري مشتتة، وقد ذهبت إلى عده دكاترة وأخصائيين، وأفادوني بأن كل شيء سليم، وآخر من ذهبت إليه رجل معالج شعبي، وقد ذهبت إليه من شدة الألم الذي أشعر به، وبعد أن أخذ اسمي واسم أمي قال بأن شخصاً عمل لي سحراً، وفي بطني ثلاثة أوراق، وسوف يخرجهن لي، وقد أمر أحد مساعديه بأن يدلك لي بطني بإصبعه الإبهام بقوة، وقد كان في بطني قطعة مثل اللحم كانت تؤلمني جداً، وقال بأن هذا هو السحر، وسوف يخرجه من فمي، ويسحبه في بيضة، أنا لا أصدق هذا الرجل بأنه سوف يخرجه من فمي، فما العمل؟ كيف أستطيع أن أنزع هذا الشيء من بطني؟ أنا أشعر بتحسن عندما يمرخ لي، آهٍ لقد تغيرت حياتي من هذا المرض، أخاف من التيه والضياع، أولادي محتاجون لي، كيف العمل، وما هو الحل؟
أنا منتظر ردكم، أرجو عدم التأخر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو إسلام حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

اطمئن يا أخي ولا تحزن، وقو ثقتك بالله، واعلم أن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، ونحن ولله الحمد عقيدتنا في القضاء والقدر تمنعنا الجزع والتسخط، واعلم أنا ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، ولا تنس يا أخي أن الابتلاء على قدر الإيمان؛ وذلك مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل).
والإنسان لا يتخلص من الهم الضاغط، والقلق والحزن العميق، والكبت المقيت، وغير ذلك من الابتلاءات إلا إذا عمق صلته بالله تعالى، وآمن بالله الإيمان الصحيح، وهذب سلوكه، وأنا أنصحك يا أخي الفاضل بعمل أمرين للوقاية والشفاء بإذن الله تعالى:

1- الأمر الأول : هو مرحلة التحصين والوقاية، وهي الأهم في حياتنا؛ من أجل دفع الأمراض والهموم، وكما قيل الوقاية خيرٌ من العلاج، والوقاية تتم عن طريق تحصين النفس بالأذكار كأذكار الصباح والمساء، والقيام بجميع الواجبات، خصوصاً أداء الصلوات الخمس في المسجد، والإكثار من قراءة القرآن، والتحصن بالدعوات المأثورة عن النبي صلى اله عليه وسلم، وكثرة الاستغفار والدعاء.

2- أما الأمر الثاني فهو مرحلة العلاج، وذلك عن طريق الرقية الشرعية، فهذه الرقية مبنية على أمور شرعية، فإذا كان كما قلت يا أخي أنك سليم من أي مرض عضوي أو نفسي فيبقى لك أن تجرب الرقية الشرعية الصحيحة التي تكون بالآيات القرآنية والأدعية والأذكار المشروعة، فحاول أن تزور أحد الذين يستعملون الرقية الشرعية، واعلم أنك طبيب نفسك إذا لم تجد أحد يرقيك تستطيع أن ترقي نفسك بنفسك، واطلب من الله تعالى الشفاء والعافية.

يجب أن تبتعد عن المشعوذين الذين لا يعملون بكتاب الله ولا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

لا تقلق ولا تجزع ولا تيئس، واترك باب الأمل مفتوح، وقوي صلتك بالله تعالى، والجأ إليه في كل وقت وحين، واعلم أن مع العسر يسراً، وبعد الضيق يأتي الفرج إن شاء الله تعالى، وكما قال الشاعر
بالصبر تبلغ ما تريد وبالتقوى يلين لك الحديد
وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً