الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الغضب وآثاره السيئة على صاحبه

السؤال

السلام عليكم.

هل هناك أي علاج للغضب؟ حيث أنني عندما أغضب أصبح بحالة سيئة للغاية، ويصبح جسمي يرتعش ولا أستطيع الكلام!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

الغضب يا أخي هو إحدى الطاقات النفسية، وهذه الطاقة النفسية يمكن أن توظف بصورةٍ صحيحة، ويمكن أن توظف بصورةٍ خائطة، والغضب بجانب أنه طاقة نفسية فهو أيضاً عاطفة إنسانية، وأتفق معك تماماً أن الغضب حين يخرج عن نطاقه يؤدي إلى كثيرٍ من الصعوبات في التعامل مع الآخرين، والغضب في كثيرٍ من الحالات -أي الغضب الزائد أو المفرط- يكون مُلازماً للشخصية، وهو يتفاوت من مجتمعٍ إلى آخر.

لا شك أن هنالك أنواعاً من الغضب تُعتبر مطلوبة، فالغضب حين تنتهك حرمات الله على سبيل المثال يُعتبر أمراً ضرورياً ومطلوباً بالنسبة لكل مسلم، فعلى سبيل المثال ما نراه في هذه الأيام من تطاول السفهاء في أوروبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لابد أن يُثير الغضب في نفس كل مسلم ومسلمة، فهذا غضبٌ مشروع، بل نقول إنه واجب.

أما أنواع الغضب الأخرى، والذي يكون في المواقف الاجتماعية، والذي يتفاعل فيه الإنسان، أو تكون ردة فعله لا تتلائم مع الموقف، فهذا بالطبع هو نوع الغضب الغير مرغوب، وأظن أن هذا هو الذي تعنيه في رسالتك.

أخي: دائماً ننصح في حالات الغضب أن يفكّر الإنسان في المواضيع التي تغضبه قبل أن يقع في هذا الغضب، أي بمعنى أنك حين تكون حسن المزاج عليك أن تتأمل وتفكر في حالات الغضب التي تُصيبك، ويجب أن تضع نفسك في مكان الشخص الذي غضبت عليه، وهنا ستبدأ في مراجعة نفسك، وتكون لديك ضوابط أكثر في التحكم في غضبك.
ومن الوسائل الجيدة والممتازة للتخلص من الغضب هو أن تفرغ عن نفسك، أي بمعنى أن تعبّر عمّا بداخلك، خاصةً الأمور التي لا تُرضيك مهما كانت صغيرة، فإن من الأشياء التي تؤدي إلى الغضب الزائد الاحتقانات النفسية الداخلية، فأرجو أن تمرن نفسك باستمرار على أن تعبّر عن نفسك أولاً بأول.

الوسيلة الثالثة للتخلص من الغضب أو التخفيف منه هي ممارسة الرياضة، وربما تستغرب لذلك، إلا أن الكثير من البحوث دلّت على أن الرياضة هي وسيلة من وسائل امتصاص الغضب الزائد.

رابعاً: عليك أن تأخذ قسطاً كافياً من الراحة والنوم، فهذا أيضاً وُجد أنه مفيدٌ لامتصاص الغضب.

خامساً: سيكون من الجميل جداً أن تمارس أي نوعٍ متيسر من تمارين الاسترخاء، خاصةً التي تعتمد على التنفس، فعلى سبيل المثال يمكنك أن تستلقي في مكان هادئ، ثم تأخذ نفساً عميقاً عن طريق الأنف، وهذا هو الشهيق، ثم تعقبه بعد ذلك بالزفير بنفس الصورة على أن يكون عن طريق الفم.

سادساً -وهذا هو الأهم-: أرجو أن تتبع ما أتا في السنة المطهرة، أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وقت الغضب، ونصيحتي لك أيها الأخ الكريم هي أن تعود نفسك على الاستغفار حتى في حالات الغضب البسيط، فعليك أيضاً أن تستغفر؛ لأن في ذلك نوعاً من التدريب للنفس، ويجب أن يصحب الاستغفار بتغيير المكان، ويا حبذا لو توضأت وصليت ركعتين.
أرجو أن تجرب ذلك، وستستفيد من ذلك قطعاً.

الشيء الآخر، وهو أن كثيراً من حالات الغضب تكون مصحوبة بالقلق والتوتر النفسي، وهنا ربما يكون من المفيد أن ننصح لك بتناول أحد الأدوية البسيطة، والتي تُعرف بالمطمئنات النفسية، ومن أفضلها عقار يُعرف باسم فلونكسول، أرجو يا أخي أن تتناوله بمعدل حبة واحدة نصف مليجرام في اليوم لمدة أٍسبوع، ثم ترفع هذه الجرعة إلى حبة صباحاً ومساء لمدة شهر، ثم تخفضها إلى حبةٍ في اليوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عنها.

أنا على ثقةٍ كاملة أنك إذا طبقت هذه التمارين والإرشادات النفسية ستجد نفسك -إن شاء الله- أصبحت أكثر رحابةً في قبول الآخرين، ويقل الغضب لديك، وتكون أكثر استرخاءً .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً