الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع أخوات زوجي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا مخطوبة ومعقود قراني من شاب ذي خلق ودين وطيب، منذ فترة وجدت أخته تدرس بالجامعة، وترتدي حجاباً شرعياً، نزلت على وسائل للتواصل الحديثة صورها مع شباب في مقهى، وأخبرت أخاها بدافع الغيرة على الدين، وأشهد الله أني اعتبرتها كأختي، وخفت عليها من المعاصي، لكن علاقتي بها ليست وطيدة لأتواصل معها مباشرة، فأخبرت أخاها لينهاها.

بعد مدة أصبح أخواته يتعاملن معي بطريقة سيئة، حتى افتعلن معي شجاراً وتكلمن معي بكلام مسيء جداً ومهين.

أنا بطبعي هادئة، وأحترم الشخص الذي سأرتبط معه، وأجبتهم بالقليل ولم أقلل من احترام نفسي وأنزل لمستواهن، لكن الأمر بعدها حز في نفسي كثيراً، وآلمني، وأصبحت غير قادرة أن أتخيل حياتي مع هذا الشخص بسبب أخواته، وخاصة أني سأسكن في بيت فوق بيتهم.

صحيح أن البيت مستقل لكن فوقهم، أي قريب جداً، أصبحت أتخيل أن الحياة جحيم معهم، وأنه في المستقبل قد يفتعلون لي مشاكل توصلني لطلاق.

أنا خائفة جداً، رغم أن الرجل طيب جداً، وصاحب خلق ودين، لكن أخاف أن يتغير بسبب أخواته أو أن يفتعلوا لي مشاكل يمل زوجي ويكرهني في المستقبل، فكيف أتعامل معهن؟

علماً بأن معاملتي من قبل معهن سطحية جداً، ولا نتحدث كثيراً.

أرشدوني، هل أتركه أم كيف أتصرف؟ وما هي الطريقة الصائبة للتعامل معهن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يُسعدك مع الشاب المذكور صاحب الدّين والأخلاق، وأن يُعينك على إصلاح ما حصل بينك وبين أهلك، ويُشكر لك الحرص على الخير، والغيرة على الفتاة والخوف عليها، ولكن طبعًا نحن دائمًا نفضّل أن تكون البداية بالتواصل مع الفتاة والحرص على الستر عليها والنُّصح لها بينك وبينها، ولكن ما قمت به لا يُخالف الناحية الشرعية، لكن الأفضل أن يكون هناك تدرُّج، فلا يصح أن تُخبري أي طرف إلَّا إذا أصرَّت وتمادت على السير في الطريق الذي لا يُرضي الله تبارك وتعالى، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبّل منك ما حصل.

بالنسبة لمشوار الزواج مع الشاب المذكور: أرجو أن تُكملي معه المشوار، خاصة وقد ذكرت أن العلاقة أصلاً كانت سطحية، وكوني واضحة في مناقشة هذا الأمر مع هذا الذي وضعه الله في طريقك، وأكدي له أنك أردت الخير، واجتهدي معه في أن يُصحح الصورة ويُبيّن لأهله أنك كنت تقصدين الخير وأنك أصبحت واحدة منهم.

قد سعدنا أنك لم تُجاريهم في الإساءة، واحترمت نفسك، وصبرت على ما صدر منهم، وأعتقد أنك تجاوزت المرحلة الصعبة، وبعد الزواج الأمور لن تسير في الطريق الذي يحاول الشيطان أن يُخيفك منه، واعلمي أن قُربك من زوجك بحُسن تعاملك معه، وكونه متديناً، هذا هو الأصل.

عليه أرجو أن تطردي هذه الوساوس، وحاولي إصلاح ما حصل، حاولي التقرُّب منه، وأيضًا التعامل معهم كما يُحب زوجك، وهو أعرفُ بأهله، ونسأل الله أن يُعيننا جميعًا على الخير.

لا يخفى عليك أن كل إنسان في إخوانه أو أخواله أو أعمامه؛ لا بد أن يكون هناك عنده نقص وخلل، ولكن الإنسان يحترم هؤلاء جميعًا من أجل شريك العمر، هذا الكلام نقوله لكل زوج وزوجة.

مرة أخرى: نؤكد أهمية الاستمرار، ولا نرى أن الذي حصل سبب كاف في ترك هذه العلاقة أو الانسحاب منها، طالما كان الشاب بالمواصفات العالية الغالية المذكورة.

نسأل الله أن يُسعدك وأن يُحقق لك التوفيق والسداد، وأن يُعيننا على أن نكون حكماء عندما نريد أن نُغيّر المنكرات، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً