الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعرف أني مسحور... وما العلاج؟

السؤال

إذا كان من يصلي ويقرأ القرآن ويذكر الله فهل يمكن إصابته بالمس أو بسحر ما؟ إني أصلي والحمد لله، لكن لمدة طويلة على مدى سنين دائماً ما كنت أرى في أغلب أحلامي أنني أهرب من شيء ما من براكين أو كوارث أو حروب أو جن.

أخي كان جالساً بقربي سمع من يناديه باسمه، وقال: هل ستنام؟ فبدأت أشك بالأمر، كيف أحمي نفسي وأسرتي من حدوث شيء كهذا؟

إن كان فعلاً هناك سحر فكيف أبطله؟ وكيف أعرف أني مسحور، ما هي الدلائل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Midya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ابنتنا العزيزة - في استشارات إسلام ويب.

أولاً: نسأل الله تعالى لك العافية، وأن يصرف عنك كل سوء ومكروه.

اعلمي - أيتها البنت الكريمة - أن ما ترينه في المنام من أحلام مزعجة ليس دليلاً على أنك تُعانين من السحر أو أُصبت بمسٍّ أو غير ذلك من الأوهام، وينبغي ألَّا تستسلمي لهذه الأفكار، وكوني على ثقة من أن الشيطان يحاول أن يتسلّل إلى قلبك من أي منفذ يصل إليه ليغرس فيه الهم والقلق والحُزن.

وقد قال الله سبحانه وتعالى عنه: {ليحْزُن الذين آمنوا}، فهو حريصٌ على أن يبقى الإنسان المؤمن مكتئبًا، خائفًا، حزينًا، وما يدفع عنك هذه المكروهات ويردّ عنك كيد الشيطان هو إحسان الظنّ بالله سبحانه وتعالى بأنه لن يسوق إليك إلَّا الخير، وأنه أرحم بك من نفسك وأعلم بمصالحك، وأن مَن توكّل على الله واعتمد عليه فإن الله تعالى يحميه ويقيه.

إذا استمسك الإنسان واعتصم بالله تعالى، وأكثر من ذكر الله؛ فإنه قد أخذ بأعظم الأسباب التي تدفع عنه شرَّ الشياطين وكيدهم، ولو قدّر الله تعالى عليه شيئًا من المكروه فإنه مع مواظبته على الذِّكر - ولا سيما أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ - مع محافظته على الشعائر والعبادات المفروضة كالصلاة؛ فإنه إذا أصابه شيءٌ وقدّر الله تعالى عليه شيئًا من المكروه فإن هذا المكروه لا يصل إلى حدِّ الضرر به، وإنْ تأذَّى فإن هذا الأذى يكونُ يسيرًا خفيفًا، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا في أحاديث كثيرة عن نفي الضرر لمن تحصّن بهذه الأذكار.

وصيتنا لك أن تُداومي على ذكر الله تعالى، وخاصة الأذكار التي لها أوقات من اليوم والليلة، والتي يُسمّيها العلماء (الأذكار الموظّفة)، كأذكار الصباح والمساء، والنوم والاستيقاظ، ودخول الحمام والخروج منه. ومع هذه الأذكار اجعلي لنفسك حظًّا من القرآن الكريم، واقرئي في بيتك سورة البقرة، وأكثري من ذلك.

ويمكن أن تقرئي سورة البقرة وتنفثي في ماءٍ وترشّي هذا الماء في أطراف البيت وزواياه، فإن في ذلك تحصيناً للبيت ولأهله، والشياطين تفرُّ من البيت الذي تُقرأُ فيه سورة البقرة، كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم، وسورة البقرة لا تستطيعُها البطلة، والبطلة هم السحرة، هكذا ورد الحديث عن الرسول صلوات الله وسلامه عليه.

هذا هو الذي ينفعك ويُؤثِّرُ إيجابيًّا في حياتك، التفاؤل، والحذر من الشيطان ومداخله، وسدّ الأبواب التي يدخل منها إليك (الخوف، واليأس، والقنوط)، وحسن الاعتماد على الله سبحانه وتعالى، والتعلُّق به، والإكثار من ذكره وطاعته، هذا هو ما ينفعك، وينبغي أن تحرصي عليه، عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز).

لا تبحثي عن دلائل السحر، ولا تشغلي نفسك بهذه الأوهام، فإن السحر إذا أُصيب به الإنسان لا يخفى من تغيُّر أحواله وتبدُّلها ومعاناته، وأنت بفضل الله تعالى لم تصفي شيئًا من ذلك.

نسأل الله أن يوفقك للخيرات، ويصرف عنك كل المكروهات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً