الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تكون الحماية من الحسد والعين؟

السؤال

السلام عليكم.

الحماية من الحسد والعين حسب السنة النبوية والآيات القرآنية، ما هو الدعاء الصحيح أو الآية التي تحمي من الحسد؟ ماذا يجب على المسلم قوله عند رؤية ما يعجبه ويتمناه لكي لا يحسد صاحبه؟ كيف أحمي نفسي من الحسد؟ هل ترديد آية الكرسي يقي المسلم من الحسد؟

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ shymaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

الأدعية التي تحمي من الحسد قد بيَّن كثيرٍ منها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فعلَّمنا عليه الصلاة والسلام قراءة {قل أعوذ برب الفلق}، و{قل أعوذ برب الناس} صباحًا ومساءً وبعد كل صلاة، فقد جاء في الحديث عن عُقبة بن عامر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يا عُقبة تعوّذ بهما، فما تعوّذَ مُتعوّذٌ بمثلهما)، يقصد (قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس).

فيما ينبغي للإنسان المسلم أن يُداوم على هذا النوع من الأدعية والتحصينات، فاقرئي المعوذات، واقرئي معها: {قل هو الله أحد} ثلاثًا عند الصباح وثلاثًا عند المساء، وكذلك قراءتُها بعد الصلوات الخمس مرَّةً مرَّة.

ومن الأذكار والأدعية التي علَّمها الرسول -صلى الله عليه وسلم- للوقاية من العين ما كان يفعله عليه الصلاة والسلام من تعويذ الحسن والحُسين، فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس، قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعوّذ الحسن والحُسين ويقول: إن أباكما كان يُعوّذُ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطانٍ وهامّة، ومن كل عينٍ لامَّة). والعين اللامة هي العين التي تُصيبُ بالسوء وتجمع الشر على المَعْيون.

ومن ذلك الأدعية المشهورة التي علَّمها الرسول -صلى الله عليه وسلم- لهذه الأُمَّة، أن نقول عند الصباح وعند المساء ثلاث مرات: (بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ومثلُها: (أعوذ بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلق) ثلاثًا.

فهذه الأذكار والأدعية من شأنها أن تُحصّن الإنسان المسلم وتقيه السوء -بإذن الله تعالى-.

وأمَّا ما يفعله الإنسان إذا رأى الشيء الذي يُعجبه فقد علَّمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك أيضًا، فقال في الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجه وغيره، قال لمَّا وقع حادث من هذا القبيل: مرَّا أحد الصحابة وهو عامر بن ربيعة بصحابي آخر، وهو سالم بن حنيف وهو يغتسل، فرأى جلده أبيض، فأعجبه ذلك، فقال: (لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ، وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ) يعني: أبيض مثل جلد الفتاة المخبأة المُحجّبة. فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ - يعني صُرع - فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا، قَالَ «مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ» قَالُوا عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ، فقَالَ عليه الصلاة والسلام «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ».

إذًا إذا رأى الإنسان شيئًا يُعجبه - سواء من نفسه أو من أقاربه أو من أباعد الناس - فينبغي له أن يدعو بالبركة، فيقول: (اللهم بارك، ما شاء الله، تبارك الله) ونحو ذلك من الكلمات التي تُذهب هذا الاستحسان وهذه الكيفية الخبيثة التي تقع فيها النفس عند تلك النظرة.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً