الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتمادى المشاكل قبل حلول موعد الزفاف؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي مشاكل بدأت تظهر قبل الزواج بعدما خلصت الشقة الزوجية، وخطيبتي تخاف من حبي لأهلي، وخاصة أمي، وخائفة ألا أهتم بها بعد الزواج، ودائماً النكد والزعل على أتفه الأسباب، وتخلع وقتها دبلة الخطوبة، وتريد فسخ الخطوبة، ولكن عندما أوافق على طلبها تعترض وتحل المشكلة، ولكن في آخر مرة خلعت الدبلة وحاولت أن ألبسها لها مرتين، ولكن في المرة الأخيرة عندما رفضت وقعت مني وضاعت، ودخلت في حالة شديدة من البكاء، وحاولت أن أراضيها، واعتذرت لي، ولكن الآن لم أعد مرتاحا لمشاكلنا التي ظهرت مرة واحدة قبل الزواج بشكل كبير، وأخاف أن أكون قد ظلمتها، لأنها يتيمة الأب، وأخوها متوفى، ولديها أمها وأختها فقط.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Aliessam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونسأل الله أن يؤلف بينك وبين هذه المخطوبة، وأن يجمع بينكما على الخير، وأن يعينها على تجاوز الغيرة الزائدة، فإن الغيرة مفتاح للطلاق، مفتاح للتعاسة في الحياة الزوجية، ونسأل الله أن يهدينا جميعاً لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

لا يخفى على أمثالك أنه من الطبيعي أن يكون عند الزوجة غيرة على زوجها، فهذه الغيرة مغلفة بالحب، لكنها عندما تزيد عن حدها تنقلب إلى ضدها، ولذلك نحن ننصح بنتنا بعدم السير في هذا الطريق، والتعوذ بالله من شيطان لا يريد لها الخير، ونحب أن ننبهك وننبهها إلى ما يلي:

أولاً: عليها أن تعلم أن حب الرجل لأمه ليس خصماً على حبه لزوجته، هذه نقطة مهمة، فالحب يختلف هنا من الحب الآخر الذي هو حب عشق وشهوة، بخلاف حب الأم الذي هو حب وحنان وعطف ورحمة.

الأمر الثاني: نحب أن ننبه الزوجة وننبهك إلى أن على الزوج حق اتجاه أمه لا يجوز التقصير فيه، وعليه حق تجاه زوجته لا يجوز التقصير فيه، وأن تحكم الرجل في حسن إدارة هذا الأمر والقيام به هو سبب النجاة من الناحية الشرعية عند الله، وسبب الفلاح والسعادة في هذه الدنيا.

ثالثاً: من المصلحة أن لا تظهر كثرة الحديث عن الوالدة عند الزوجة ولا العكس، فإن الإنسان في هذه الحالة يثير غيرة النساء، والرجل أيضاً قد يكون بالنسبة لأمه المحبوب الوحيد وتشعر أن هذه الزوجة جاءت لتأخذه وتشاركها في حبه وفي جيبه، هذا يدفعها للغيرة، كما أن كثرة الحديث عن الأم والمبالغة في الحديث عنها بمناسبة وبغير مناسبة أمام الزوجة وفي غياب الأم هذا قد يثير غيرة الزوجة.

لذلك نرجو أن تبالغ في إكرام والدتك وأن تبالغ في إكرام زوجتك، شريطة أن يكون هذا بعيدا عن الأخرى، فمكان إكرام الزوجة عندما تكون في غرفة نومها بعد إكمال هذه المراسيم مراسيم الزواج، وإكرام الوالدة عندما تكون عندها تبالغ في إكرامها وتقبيل رأسها ويديها ورجليها فإن للجنة ثمنا، فنحب أن نؤكد أنك من يملك المفتاح في علاج هذه الأمور.

إن كنت تقصد بالخطبة التي هل قبل عقد النكاح ولم يكتب كتابكم، فلا ننصح وأنت في مرحلة الخطبة أن يكون التوسع في أمور ستحصل مستقبلاً وأنها تخاف وأنك كذا، هذه الأمور ما ينبغي أن تفتح هذه الأبواب، وهذا دليل على أنكم تطيلون الكلام والجلوس مع بعضكما، ونحن لا ننصح بهذا في مرحلة الخطبة، بل نريد أن نقول إذا كنت تريد أن تكون معها ليلاً ونهاراً فعليكم تحويل هذه الخطبة إلى عقد نكاح، لتكون زوجة لك، وعندها ستأخذ الأمور وضعها الصحيح بلا شك، نحن نتمنى أن تنتبه لها الزوجة وأن تقرأ على نفسها أذكار الصباح والمساء، وشجع ارتباطها بالله تبارك وتعالى.

لا نؤيد تركها بهذه السهولة، فإن الإنسان لا يرضى أن تترك أخته أو بنته أو عمته أو خالته بهذه السهولة، بعد أن تقدم وخطبها يتركها لهذا الأمر، أي يترك جراحا غائرة في نفس البنات وفي نفس أهلها.

نسأل الله لنا ولك ولها التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً