الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم بالزواج من شاب أقل مني تعليما ويدخن؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم، أنا أرجع لأرائكم في كثير من أمور الدين والدنيا، فأرجو أن تعطوني نصيحة في أمري.

تقدم لخطبتي شخص من عائلة محترمة، وقد لاحظت ذلك، لكنه مدخن، وليس لديه عمل، ويريد العيش في بيت والده، وأن أترك عملي، هو ليس حاصلا على البكالوريوس، ولكنه قال إنه يكمل دراسته في التعليم المفتوح في الحقوق، وأنه في الفرقة الثالثة حاليا، وعند السؤال عنه كانت هناك صعوبات في التأكد من هذا الأمر، ولكن من سئل قال: إنه صحيح، ولكني راسلت الجامعة أخبروني أن آخر فرقة تم قبولها في 2017 فلا أعلم حقيقة الأمر، مع تأكيده له.

تدين الشخص صعب التأكد منه، فأنا لا أعرف إذا كان يصلي أو يصوم، أو يهتم بالقرآن وبالنوافل كما أفعل، وعند رؤيته لم يذكر ذلك إطلاقا، دخله من مشروعات والده، فهو يديرها مع أخ له بنفس حالته تقريبا، ويريد العيش في بيت والده، ولكنه طموح، أشعر أن هناك فرقا ثقافيا بيني وبينه، فلم أعجب به عند لقائنا، ولكن ارتحت لعائلته لحد كبير، لكن هو لا، لم أتقبله لمستواه التعليمي ولأنه مدخن، ولا يوجد لديه عمل، ولم أشعر أنه متحدث جيد.

بالنسبة لي فأنا جامعية، وأعمل في وظيفة جيدة جدا، وأحسبني على قدر من الجمال، وأيضا أصلي فروضي، وأجاهد للحفاظ على أذكاري وقرآني، وأتقي الله ما استطعت، فأحسن من أخلاقي، ويعينني الله، أشعر أني في ابتلاء عظيم، فأنا أريد الزواج والعفة، وأجاهد أن أحافظ على نفسي.

أبي وأمي سيوافقون، والسبب هو العائلة، وسني، لكني أخاف أن أقبل، علاقتي بأبي متوترة دائما، فهو يخطئ كثيرا، وأنا لا أثق به، ولا في اختياراته.

ساعدوني، أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يزيدك خيرًا وتديُّنًا وذِكرًا واهتمامًا بالأمور الشرعية، ونحن سعداء بمتابعة أمثالك لهذا الموقع، ونؤكد أننا نشرف بخدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

لا شك أن العائلة المحترمة مهمّة، ولكن الأهم هو أن يكون الشاب فعلاً على خُلق ودين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلقه)، وهذه النقطة نريد أن تُعطي نفسك ومحارمك فرصة كبيرة للتأكد من هذا الجانب، فإذا وُجد الدِّين ووجدت الأخلاق، فكل عيب فإن الدِّين يجبره ويُصلحه، لكن إذا كان في جانب الدّين والخُلق خلل، فهذا إشكال.

وبما أن الرجال أعرفُ بالرجال أرجو أن تجدي في الأعمام والأخوال والأشقاء مَن يستطيع أن يُتابع ويأتي بمعلوماتٍ أكيدة، ثم بعد ذلك عليك أن تكوني واضحة مع الشاب، وتُبيّني له أنك راغبة فيه، لكنك تحتاجين إلى تديُّنٍ وتحتاجين إلى الاهتمام بالطاعات؛ لأن هذا هو الجانب المهم، فالشاب لا يُعاب إن كان ليس عنده وظيفة أو ليس عنده عمل، إذا ليس عنده عمل يومُ غدٍ سيكسب عملاً، خاصة وأنت أشرت إلى أنه طموح.

لكن أرجو أن يُحسم أمر الدّين، تأكدي من دينه وأخلاقه، وطبعًا أكبر مَن يُعينك على هذا هم المحارم، وهذا دورهم، فإذا كان الوالد سلبيا أو لا تثقي في اختياراته، فعندك الأعمام، وعندك الأخوال، وعندك هؤلاء المحارم - الإخوان - أيضًا، هؤلاء لهم دور كبير جدًّا في وضع النقاط على الحروف في هذه المسألة.

وأرجو ألَّا تستعجلي في هذا الأمر، وفي نفس الوقت لا تعطي إجابة حاسمة قبل أن تتأكدي من مسألة الدّين، مسألة الصلاة والصيام، ونعتقد أننا نُقبل على مواسم الخيرات، وفيها ما يُعينك ويُعين محارمك على كشف الأمور والوقوف على الحقائق، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونذكّر بأن مشوار الحياة طويل، ولذلك لا بد أن يُبنى على قواعد صحيحة، وأهم هذه القواعد هي الدّين، أن يكون في الطرفين، وفي الرجل (دينه وخُلقه) كما قال النبي عليه صلاة الله وسلامه.

نكرر لك الشكر على التواصل مع الموقع، ونحن نتمنّى أن تسمعي أكثر وأكثر من محارمك عن رأيهم في الشاب، ورأيهم في تديُّنه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً