الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سرعة الغضب والأدوية المساعدة على التخلص منه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.

أنا امرأة أبلغ من العمر 23 سنة، متزوجة ولدى طفلتين.

ومشكلتي أني سريعة الانفعال، وعندما أنفعل لا أستطيع التحكم في نفسي، وأنا الحمد لله ملتزمة وأحاول أن أحسن خلقي، ولكني عندما أتعصب أنسى كل شيء، فأنا قرأت كثيراً عن كيفية التغلب على الغضب من أحاديث وآيات، ولكني أنسى كل هذا عند الانفعال، وأقول أشياء لا تليق، ولكني فور هدوئي أحس أني أخطأت بشدة وأعتذر لمن أخطأت في حقه، مع أني في وقت الغضب أحس أني لست خاطئة، وأني على حق.

أرشدوني ماذا أفعل؛ علماً بأن هذه العصبية أثرت على حياتي، فأنا دائماً أصرخ في أطفالى صراخاً شديداً؟! وأحياناً أضرب وأنا أعلم يقيناً سلبيات هذه الأشياء، وأعلم كم هي تؤثر على نفسية الطفل، ولكني لا أعرف ماذا أفعل!

انصحوني بارك الله فيكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حبيبه حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فمثل هذا النوع من الانفعال والغضب قد يكون ملازماً للشخصية، أي سمة من سماتها، وفي بعض الأحيان ربما يوجد أيضاً شيء من الاكتئاب الذي يدفع الإنسان للاستعجال والغضب المفرط الذي لا يستطيع أن يتحكم فيه.

أنت والحمد لله على دراية كاملة بما وجد في السنة المطهرة بخصوص الغضب، وحتى نساعدك لتطبيق ما ورد في السنة، سيكون من المفيد لك أن تبدئي أولاً بتناول بعض الأدوية المضادة للعصبية والتوتر، والتي تقلل من الغضب، ولا شك في ذلك.

الدواء الذي أود أن أصفه لك يعرف باسم فلونكسول، أرجو أن تتناوليه بجرعة حبة صباح ومساء لمدة شهرين، ثم تخففي الجرعة إلى حبة كاملة لمدة شهرين آخرين، وإذا لم تتحصلي عليه فالدواء البديل يعرف باسم موتيفال، يمكنك أن تبدئي في تناوله بمعدل حبة واحد في اليوم لمدة شهر، ثم ترفعي الجرعة إلى حبة صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى حبة واحدة لمدة شهرين آخرين.

هذه الأدوية إن شاء الله سوف تهدأ من نفسك كثيراً، وتجعلك أكثر هدوءاً وانشراحاً، ولابد بعد ذلك أن تدعميها بالتطبيقات التي وردت في السنة المطهرة كما ذكرت.

وهنالك أمور أخرى لابد أيضاً أن تقومي بعملها، وهي تنظيم النوم، فلابد أن تأخذ قسطاً كافياً من الراحة، ويا حبذا لو تمكنت أيضاً من ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية في محيط منزلك، أو حسب ما هو متوفر وحسب ظروفك.

هنالك شيء آخر أود منك أن تلتزمي به، وهو ممارسة تمارين الاسترخاء، ويمكنك أن تسترشدي بأحد الكتيبات أو الأشرطة الموجودة في المكتبات في كيفية عمل هذه التمارين، وهي بصورة مبسيطة تتكون من الاستلقاء في مكان هادئ، ثم بعد ذلك التأمل في شيء جميل، مع غمض العينين، وفتح الفم قليلاً، ثم بعد ذلك أخذ تنفس شهيق عميق وبطيء لمدة 45 ثانية، ثم بعد ذلك المسك على الهواء في الصدر لمدة 15 ثانية تقريباً، ثم بعد ذلك يأتي الزفير، وهو إخراج الهواء، ويكون أيضاً بنفس البطء والقوة.

يكرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات بمعدل مرتين إلى ثلاث في اليوم، وهنالك تمارين أخرى توضح كيفية استرخاء العضلات، وهي معتمدة على التأمل.

وسيلة أخرى للعلاج: هي أن تقللي من تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين، أي الشاي والقهوة والببسي، والمشتقات المماثلة؛ حيث إنها ربما تؤدي إلى الغضب.

وهنالك شيء أخير وهو أرجو أن تعبري عن نفسك أولاً بأول؛ حتى لا تحدث لك أي نوع من الاحتقانات الداخلية، فالتعبير عن الذات مهم، ويعرف بالتفريغ النفسي، حيث أن الإنسان من المفترض أن لا يترك متراكمات، خاصةً في الأشياء التي لا ترضيه، ويمكن للإنسان أن يعبر عن نفسه في حدود الذوق والأدب أولاً بأول، وهذا يؤدي إلى تحسن كبير في الصحة النفسية، ويقلل بلا شك من فورات الغضب هذه.

وختاماً: نقول لك: لا تغضبي!

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً