الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي خوف شديد من أتفه الأشياء، فما العلاج؟

السؤال

عمري 33 سنة، أعيش في قرية صغيرة، مشكلتي هي الخوف الشديد من أتفه الأشياء، ولا أقدر أن أعيش خارج المنزل ليلة واحدة؛ لأني دائما معتمد على من حولي من أهلي، وهذا سبب أني لا أعمل الآن.

عندما أذهب إلى أي عمل خارج البلدة ينتابني شعور بالضيق، والتوتر، والقلق، والوحدة، والأفكار السلبية، وأهلي يريدونني أن أخرج من هذا وأكون مثل جميع الناس الذين يسافرون ويعملون دون الشعور بهذه الأشياء، وأنا أريد ذلك لكن لا أقدر بسبب هذه الوساوس والخوف من المجهول، مع أني أصلي -والحمد لله- جميع الصلوات في المسجد، وأنا الآن لدي فرصة للسفر، لكني خائف جدا أن أرجع بسرعة ولا أتحمل الغربة، لأني مرتبط بالمنزل والبلدة، وقد ذهبت إلى دكتور نفسي منذ ثلاثة أيام وكتب لي علاج زولام، وايستالوبرام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا حقيقة نوع من قلق المخاوف الوسواسي الذي هيمن واستحوذ عليك دون أن تقوم بتجارب للتخلص منه، يجب أن تقوم بما نسميه بالإعمال الفكري الإيجابي، أن تخضع هذا الخوف وتحلله وتخضعه للمنطق، هذا أمر غير منطقي -أخي الكريم-، أنت مثل بقية الناس، الله تعالى حباك بالقدرة الجسدية والقدرة النفسية ويمكن أن تخرج مثل بقية الناس، أنت قبلت الأمر دون أن تقوم بأي ردود أفعال لمقاومته.

أخي: الأذكار دائماً تشعر الإنسان بالأمان والطمأنينة، أنت حين تقول: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) تقولها بقناعة ويقين، ما الذي سوف يضرك بعد ذلك؟ لا شيء، فيا أخي الكريم: أرجو أن تقوم بشيء من الحوار الفكري الداخلي لتفكك هذه المخاوف، أنت تركتها تهيمن عليك وقبلتها ولم تقم بأي مقاومة فكرية أو مقاومة فعلية.

الأمر الآخر: هو أن تحرص على الصلاة مع الجماعة في أقرب مسجد لديكم، أنت حين تخرج وتعرف أنك ذاهب إلى المسجد وأنت في أمان تام، وتحت رحمة الله وحفظه، وتلتقي بالمصلين، هذا سوف يؤدي إلى إشباع نفسي إيجابي، يقلل هذه المخاوف كثيراً، مثلاً اعزم أن تزور أحد أرحامك، هذه رحلة مباركة، رحلة طيبة آمنة تحتسب الأجر، لا أعتقد أنك سوف ترجع أو تخاف، زر جارك، فإذاً الفعاليات الاجتماعية الإيجابية هي التي تعالج هذا النوع من الخوف، اتفق مع مجموعة من الأصدقاء مثلاً في قريتك أن تقوموا ببرنامج رياضي، مشي أو ركض بعد صلاة الفجر، أمر جميل جداً، ليس هنالك ما يمنعك أبداً من المواجهات، وأنت -ما شاء الله- ذكرت أنك تصلي في المسجد مع الجماعة، وأنا ذكرت لك هذا الأمر، لكن أريدك أن تعيش الناحية الفكرية، أنك قد خرجت من البيت وأنت تحت رحمة الله وحفظه، فما الذي يجعلك تخاف وأنت خارج البيت؟ تحتاج لحوار داخلي إيجابي، هذا مهم جداً.

أخي الكريم: أرجو أن تذهب إلى مسجد أبعد قليلاً من بيتك، هذا أيضاً فيه نوع من التعريض الإيجابي جداً، لا أعتقد أن لديك مشكلة، إذا قررت أن تخرج من هذه المشكلة البسيطة، طبعاً العمل مهم وضروري جداً، وما دام لديك فرصة يجب أن تفكر في القيمة العظيمة، العمل وما سوف يعود عليك به من خير في حد ذاته يضعف المخاوف.

فيما يتعلق بالأدوية: الزولام يجب أن تستعمله لفترة قصيرة، استالبرام دواء رائع، وطبعاً الجرعة العلاجية هي 20 مليجرام، اتبع التعليمات التي ذكرها لك الطبيب، وأنا من ناحيتي مطمئن أن الذي بك سوف يزول تماماً بحول الله وقوته.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً