الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشيب المبكرة وخفة الشعر ما علاجها؟

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 16 سنة، وأريد أن أستشيركم:

شعرى يوجد فيه الكثير من الشعيرات البيضاء، وهذا يسبب لي إحراجاً كبيراً جداً، وأريد أن أثقل شعري؛ لأنه خفيف، بعض الأصدقاء نصحوني باستخدام نبات يسمى (السفرجل) فهل هذا صحيح؟ وكيف أستخدمه؟

وأفادكم الله سبحانه وتعالى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأولاً: نتكلم عن الشيب المبكر في نقاط:
1.إن كان عندك شعر أبيض وأنت في سن 16 سنة، فأنت مصاب بالشيب المبكر ولا علاج له إلا الصبغة أو الرضا والرضا أولى؛ لأنك لو رضيت بما قسم الله لك لكنت أغنى الناس، ولو لم ترض لما حصلت على ما تريد، ولفقدت الغنى الموعود.

2.راجع الاستشارة رقم (240801 ) والتي نصها أدناه:
(إن ابيضاض الشعر يسمى بالشيب وسببه هو عدم قدرة الخلايا الملونة على صناعة لون كافٍ، وقد يكون ذلك تدريجياً أو جزئيا أو كلياً مبكراً أو متأخراً، ولا يعني أي معنى آخر، وليس له قيمة من الناحية الطبية، إلا إذا بدأ منذ الولادة، فهناك تناذرات ينبغي أن تدرس وتناقش ولكن بالغ فلا تدخل في إطارها.

3.الشيب هو الوقار.
عيرتني بالشيب وهو وقار *** يا ليتها عيرتني بما هو عار

4.وقيل:
(الشيب هو الزبد الذي يعلو بحر الحكمة).

5.بعض العائلات تشتهر بالشيب المبكر، وهذا قدرها، ولا يدل على انتقاص قدرها، أو وجود أمراض مخصصة في عائلتها.

6.قد يعزى الشيب إلى الأهوال والخوف والقلق ومن ذلك ما ورد في القرآن الكريم: ((فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا))[المزمل:17] أي تشيب الولدان من هوله، ولابد في الوقت الحالي من وجود بعض الضغوطات النفسية والمعاناة المادية، والترقب للكثير من الأحداث والتي يعاني منها الكثير من الناس، ولكن تفاعلاتهم تختلف.

7.لا يوجد علاج يوقف الشيب إلى الآن والله أعلم.

8.أفضل علاج للشيب هو الرضا لإنقاذ ما بقي ثم الصبغ أو الظهور به والاعتراف به، فهو أريح الحلول، (لنكن أنفسنا بعيدين عن التكلف).

باختصار إن كان الشيب يؤثر على نفسيتك فالصبغ هو الحل، وذلك باستعمال المواد التي لا تسبب الحساسية لك، ويمكن اختبار ذلك بصبغ خصلة من الشعر صغيرة خلف الأذن، وبعد أيام إن لم يحدث أي تفاعل فيمكن تعميم الصبغ على كامل الرأس، كما أنه ليس للشيب دلالات سيئة فلتطمئن!

ثانياً: الكلام عن خفة الشعر في نقاط:
1.إن كان ما تشكو منه من خفة الشعر أمراً عارضاً فغالباً له حل، ولكن لو بدأ مع البلوغ وهو يتزايد بنسبة شبه ثابتة ويوجد في عائلتكم الصلع فهو الصلع، وعليك إنقاذ ما بقي من خلال الاطلاع على الأسباب، واستعمال العلاجات المذكورة، راجع الإجابات 18321 و241560.

2.وأما النبات الذي يقوي الشعر فهو الصبار، ولكن أغلب المستحضرات الموجودة في الأسواق تحوي مادة البيبانثين أو البانثينول على اختلاف الأسماء التجارية والأسعار والتراكيز والتراكيب المصاحبة لكل من المركبات المذكورة، ويمكن استعمال مستحضر بيبانثين هير لوشن على سبيل المثال، وذلك بدلك فروة الرأس به بلطف مرتين يومياً.

ختاماً: نؤكد على عدم الدخول في المتاهات التي نتيجتها إما محدودة أو مكلفة، والغاية منها هي فقط شكلية أو مؤقتة، والنصيحة إن كان ما تشكو منه مقبولا إلى حد ما فاظهر على ما أنت عليه وكن نفسك، عندها تشعر بالراحة ولا داعي للتكلف والخوف من كلام الناس، فالناس لا يعجبهم حتى الكمال فكن نفسك وافخر بها، (ولا يعني ذلك عدم طلب العلاج لمرض واضح أو مشوه أو له مضاعفات).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً