الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنام متأخرة وأصحو مبكرة، فكيف أستطيع تنظيم نومي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، عمري 16 سنة، أعاني من مشاكل في النوم، أو بالأحرى أنا من تسببت لنفسي بهذه المشاكل، عودت نفسي على النوم في ساعة متأخرة جدا، يعني مع اقتراب الفجر كالثالثة صباحا أو الرابعة صباحا، (فقط أتصفح الهاتف أو حتى أتحدث مع أختي)، ومع ذلك أجدني أستيقظ بعدها بثلاث ساعات، أو أربع يعني أنام متأخرة جدا، ثم أستيقظ باكرا جدا (منذ صغري أكره النوم)، وعند الاستيقاظ أشعر بتعب كبير وإرهاق ناهيك عن الهالات السوداء البارزة جدا في وجهي، وأحيانا عندما أستيقظ أجد أحد الجفنين متورما، بالإضافة إلى شحوب الوجه، وكأنني أعاني مرضا ما.

أنا الآن حقا أحاول تغيير نظام نومي، لكني لا أعرف حقا، ما العمل؟ وفي نفس الوقت خائفة جدا من أن أكون حقا قد تسببت لنفسي بمرض ما، خاصة وأني قد حصلت لي ظاهرة لا أعرف تماما ما هي، وهي عندما أبدأ حقا في الاستسلام للنوم أجدني فجأة كأنني ارتطمت بشيء ما، ويبدأ نبض قلبي في التسارع، أخاف من أنها مشكلة في القلب.

أخاف إخبار أهلي، لأنهم وبخوني مرارا وتكرارا منذ صغري بسبب نومي السيء، فما رأيكم بحالتي؟ وهل حقا هناك خطورة في هذا؟

أتمنى إفادتي، وشكرا لكم، وبارك الله فيكم وفي مجهوداتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريحانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، أنت في عمر غالباً يكون النوم فيه في أفضل حالات النوم يكون النوم نوماً صحياً نوماً عميقاً، ويتنقل الإنسان بين مراحل النوم الأربعة بكل سلاسة ويستيقظ الإنسان وطاقاته متجددة، عمرك هو العمر المثالي للنوم، النوم الصحيح والنوم الصحي، لكن الذي يظهر لي ومع احترامي الشديد لشخصك الكريم أن العادات غير السليمة التي اكتسبتها فيما يتعلق بكيفية التعامل مع النوم هي التي أضرت بك، وأدت إلى حالة الإجهاد النفسي الذي من الواضح أنك تعانين منها، وهي طبعاً ناتجة من اضطراب النوم وعدم انتظامه.

- الخطوة الأولى: هي أن تقومي بإجراء فحوصات طبية عامة، تتأكدي من مستوى الدم لديك؛ لأنه في بعض الأحيان فقر الدم قد يكون سبباً لاضطراب النوم، وتتأكدي أيضاً من وظائف الغدة الدرقية، تتأكدي من مستوى السكر، وظائف الكلى، وظائف الكبد، ومستوى فيتامين ب12، وفيتامين د، هذه الفحوصات بسيطة جداً لكنها أساسية، وتعكس الحالة الصحية الجسدية عند الإنسان، إذاً هذه الخطوة الأولى.

- الخطوة الثانية: هي تتذكري ما ذكرته في بداية هذه الرسالة وهو أن عمرك هو العمر المثالي للنوم الصحيح، والنوم هو حاجة بيولوجية فسيولوجية طبيعية، إذاً كرسي هذا المفهوم وهذا إن شاء الله تعالى يساعدك، بل يجعل النوم يبحث عنك ولا تبحثين عنه.

- النقطة الثالثة: هي ترتيب الساعة البيولوجية لتؤدي إلى النوم الصحي، والساعة البيولوجية هي منظومة كيميائية وفسيولوجية وكهرمغناطيسية داخل الدماغ، وكذلك هرمونية، متى ما وضع الإنسان في المسارات الصحيحة يكون نومه صحيحاً، والذي تحتاجين له لتصلي إلى مرحلة انضباط الساعة البيولوجية: أولاً: أن تتجنبي النوم النهاري، ثانياً: أن تتجنبي تناول مركبات الكافيين كالشاي القهوة البيبسي الكولا بعد الساعة الخامسة مساء، ثالثاً: أن تثبتي وقت النوم ليلاً بشرط أن تتجنبي السهر تماماً، يعني الذهاب للفراش مثلاً عند الساعة 9 مساء، يجب أن تكوني في حالة ذهنية استرخائية هذا مهم جداً.

ويجب أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس، وهي تمارين سهلة جداً وبسيطة جداً، وأنت في حالة استرخاء ذهني، وأنت على السرير قومي بوضع يديك على صدرك دون ضغط أو شد، ثم أغمضي عينيك قليلاً، وافتحي فمك قليلاً خذي نفسا عميقا جداً عن طريق الأنف، ويجب أن يستغرق 7 إلى 8 ثواني، بعد ذلك احصري الهواء في صدرك لمدة 4 ثوان، ثم قومي بعملية الزفير، وهي أن يكون التنفس بقوة وشدة عن طريق الفم، ويستغرق أيضاً 7 إلى 8 ثوان، كرري هذه العملية الاسترخائية 5 مرات متتالية.

بعدها اقرئي أذكار النوم، وإن شاء الله تعالى ستدخلين في النوم هذا باختصار شديد.

تجنبي أيضاً تناول الأطعمة الدسمة ليلاً، وعليك بممارسة أي نوع من الرياضة تناسب الفتاة المسلمة، بعد ذلك أعتقد أن نومك سوف ينتظم تماماً.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً