الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش حالة من اليأس الشديد والهزيمة، فأرجو المساعدة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب حصلت على مؤهلين دراسيين مختلفين، وكنت أرجو أن أدخل كلية الهندسة، ولكن لم يكتبها لي الله والحمد لله، ولكني أعاني من هذا؛ لأن أبي مهندس، وكان دائما يضعني في مقارنة مع الناس من حولي ويحسسني بفشلي، ولكني أسامحه؛ لأنه أبي!

دائما أشعر بأني فاشل وغير ناجح ودائم الاكتئاب وشارد الذهن وأفضل العزلة، فقدت لذة الإحساس بالفرحة، دائما أجد المتنمرين علي؛ مما يسبب لي ألما نفسيا فظيعا، إلى أن وصلت لمرحلة أني لم أعد أرى أملا في الحياة!

للأسف أشاهد الأفلام الإباحية من الضيق والشعور بالوحدة، دائما عصبي ولا أتفق عند التحدث مع أمي ولا أبي ولا أعلم السبب، حاليا أحاول الالتزام في الصلاة ولكن أحيانا لا أقدر، ولكني أجاهد -اللهم الثبات-، لكني فاشل في كل شيء، أشعر بأني أريد البكاء لكن لا أستطيع!

دائما ما يخذلني الناس والأصدقاء والأخوة، تعبت جدا، أرجو المساعدة لأرتاح، وأرجو منكم الدعاء لعل الله أن يستجيب لكم عني.

لا أستطيع الابتسامة! كنت أرجو أن أعيش شبابي كباقي الشباب ولكني لا أستطيع! ولا أعر ف ما السبب!

أنا دائم الكذب حتى لا أجعل أحدا يتنمر علي أو يحسسني أني فاشل، ودائما أشعر أني شخص مقهور وغير محبوب، كان زملائي أيام المدرسة يسببون لي الخوف والذعر والمشاكل والتنمر، وحسبي الله ونعم الوكيل! لأني إلى الآن لم أستطع أن أنسى.

آسف على الإطالة، ولكني أرغب في الحل والمساعدة والدعم من الله أولا ثم نصائحكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- على تواصلك معنا عبر الشبكة الإسلامية.

حقيقة أحزنني ما قرأت في سؤالك وأنت مازالت في ريعان الشباب، فقد مررت بالكثير مما جعلك بالحال الذي أنت عليه الآن، من سوء معاملة الوالد وإشعاره لك دوماً بالتقصير والفشل ومقارنتك بالآخرين، وكذلك تعرضك للتنمر من قبل الزملاء، وحقيقة أن مضار التنمر شديدة جداً وقاسية، وإن كان البعض يقلل من تأثيراتها السلبية، ونتيجة لكل هذا وربما غيره أنت تعاني الآن كما هو واضح من سؤالك من ضعف الثقة بالنفس، والتردد، والشعور بالفشل والعجز، والعصبية.

فما مررت به جعلك الشخص الذي أنت عليه، ويفيد هنا -أخي الفاضل- الاطمئنان إلى أن هذه هي الأسباب وراء معاناتك وليس شيئاً آخر غيبياً أو مبهماً، إن معرفة هذه الأسباب نقطة هامة كي لا تلجأ لسلوكيات سلبية كالمواقع الإباحية والتي تزيد من معاناتك ولا تساعدك أبداً على التعافي والخروج مما أنت فيه.

فما العمل الآن؟ من الأكيد أن فهمك لما جرى ويجري في حياتك هي الخطوة الأولى، ولا شك أن كتابتك لنا دليل على رغبتك في التعافي والخروج مما أنت فيه وهذه الخطوة الثانية، وبالرغم من كل هذا أنت تحاول التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وسرني أنك ما شاء الله حصلت على مؤهلين علميين، وثالثاً: يفيد لك أن تقبل على الحياة بتفاؤل فمهما طال الليل لا بد للفجر أن ينفرج، فكل يوم في حياتك هو يوم جديد فأحرص عليه.

أخي الفاضل: أحرص على نمط حياة صحية لما فيه من خمس أمور سأعددها لك:
1- النشاط البدني من رياضة وغيرها وخاصة أنك شاب، فالرياضة والنشاط البدني مضاد للاكتئاب.
2- الحرص على التغذية المتوازنة الصحية.
3- التأكد من أنك تنام ساعات كافية.
4- التواصل مع الأصدقاء الصالحين، فالصاحب ساحب كما يقال، والإنسان مخلوق اجتماعي.
5- متابعة جهودك الحثيثة بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والصلاة.

وأخيراً ندعو الله تعالى لك بالصحة والعافية كما طلبت، وأرجو أن لا تنسانا من دعوة صالحة في ظهر الغيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً