الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قبل النوم أعاني من خيالات وسماع أصوات لا أفكر بها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 22 سنة، أعاني من الخيالات عند محاولة النوم، عند إغماض عيني لا أنام وتظهر العديد من الخيالات أمامي بشكل تلقائي، وأعاني من سماع أصوات وأغنيات تظهر فجأة بدون التفكير فيها، وأرى بعض الأمور السخيفة، مثال على ذلك: أرى فتاة صغيرة ترقص، وأحداث عشوائية كثيرة، أو فتاة تدخل إلى بيتها وتمارس حياتها اليومية، لا أعرف ما علاقتي بكل ذلك؟ ولا أعلم لماذا أرى هذه الخيالات العشوائية برغم أنني لا أفكر فيها؟

كذلك أسمع صوتي يتكلم بمواضيع عشوائية لا أعرفها، وأرى نفسي وأنا أسبح أو أقفز، ولا يتوقف كل هذا إلا بعد فتح عيني والانتظار لفترة ثم بعدها أعود إلى النوم، ويكون ذلك في اليقظة ويمنعني من النوم، وعندما أستيقظ من النوم لصلاة الفجر وأرجع بعدها للنوم يتكرر الأمر.

طبيعتي أنني كثير التفكير في كل شيء وفي جميع التفاصيل، وأتحدث مع نفسي بعض الأحيان، عندما قررت التوقف عن التفكير هاجمتني الأفكار والأسئلة، أحاول كبح نفسي بصعوبة، وفي الآونة الأخيرة أشعر أني فقدت السيطرة على عقلي، خصوصا وقت النوم؛ لأن العقل يفكر ويتخيل تلقائيا، وأنا أكتفي بالمشاهدة فقط، أشعر أنني أصبت بالجنون ولا أعرف كيف أتخلص من الخيال، ما هو العلاج لحالتي أرجو الرد؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله سبحانه وتعالى لك دوام الصحة والعافية.

لا شك أن ما تشكو منه قد يكون مزعجاً، خاصة إذا كان بصورة متكررة يحدث كل ليلة، والذي نريد أن نؤكده لك أن عقل الإنسان لا يتوقف عن التفكير أو الخيال، فهذه تعتبر من الوظائف المعرفية للدماغ، ويأتي التفكير أو الخيال وفقاً لما تنشغل به النفس الإنسانية، فالعلماء مثلاً يفكرون في الاختراعات العلمية والتوصل إلى حلول للمشاكل المعقدة، والدعاة يفكرون في كيفية إرشاد العباد وهدايتهم إلى الصراط المستقيم، وأصحاب التربية يفكرون في كيفية وضع المناهج والخطط التربوية التي تخرج الأجيال النافعة لوطنهم، وهكذا، كل إناء بما فيه ينضح، وليس مستغربا أن تنشغل أنت أيضاً بأشياء أو خيالات قد تكون مزعجة، ولكن كيفية إحلال هذه الأشياء المزعجة بأشياء مفيدة هذا هو المطلوب -ابننا العزيز-.

عليك بتوجيه أفكارك وخيالاتك إلى ما هو مثمر، وإلى تحقيق أهدافك الدنيوية والأخروية، فالنفس إذا لم تشغلها بما هو مفيد شغلتك بما لا يفيد، ولذلك نقول لك قبل النوم داوم على قراءة أي كتاب مفيد، ولا شك أن أفضل الكتب هو كتاب الله عز وجل القرآن الكريم، وأن تتدبر الآيات وتفسيرها، أو الاستماع إلى ذلك من أقوال العلماء والمفسرين، وأيضاً المداومة على الأذكار والاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا عودت نفسك على ذلك ستختفي -بإذن الله- كل الأفكار والخيالات المزعجة، ويكون ذلك ديدنك اليومي قبل النوم.

ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدأ ليلك وينم عينك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً