الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقدت على فتاة وقلبي لم يتعلق بها

السؤال

خطبت فتاة وعندما رأيتها لم تكن بيضاء كما أحب، ولكن كانت حنطية، والتعبير الأدق أني لم أشعر أن قلبي يدق عندما رأيتها، أو لم تكن هي الفتاة التي إذا رأيتها تعلقت بها، لكن لأنها تدرس في كلية شرعية أحسست بحبها للدين، فقبلت بها وعقدت عليها، لكن لم يتم الزفاف أي كتاب شيخ الفتاة ممتازة وتفهمني وتحبني، ولقد عاشرتها في منزلي فيما عدا الدخول بها، وبالأمس سبحان الله كأن الشيطان كان يترصد لي فلقد رأيت عدة فتيات، وليس أكثر من نظرة بالصدفة، وكانت أولئك البنات من النوع الذي أحب، أقصد بالشكل، تعوذت بالله من الشيطان، لكن ساورني خوف أن أظلم زوجتي بالمستقبل، بأن لا تجعلني أكتفي من النساء وأبحث عن الشكل الذي أحب، ولدي قناعة بأن الشكل ليس الأهم لكن أخاف أن أصل لمرحلة بأن أظلمها وخطيبتي أو زوجتي جميلة داخل الغرفة وتغريني، أود أن تصفوا لي وضعي الآن لو تكرمتم وتطمئنوني فالظلم ظلمات يوم القيامة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لكم الخير، وأن يبارك لكما ويبارك عليكم ويجمع بينكما في خير.

إننا نحذر من يسر الله له صاحبة الدين أن ينظر إلى غيرها، وأن ينخدع بالمظاهر، وأن يقلب نظره في المتبرجات في الأسواق والمنتزهات، فإن الأمر كما قال الشاعر الحكيم:
جمال الوجه مع قبح النفوس *** كقنديل على قبر المجوس

فاتق الله في هذه الفتاة، واتق الله في نفسك، ولا تنظر إلى الغاديات الرائحات، واعلم بأن الشيطان يزين الحرام ويزهد في الحلال؛ ليوقع الناس في الخسارة والوبال، والشيطان يزين المرأة حتى ولو كانت قبيحة، وهذا هو عمل العدو الذي يدعو للفحشاء والمنكر.

ولا يخفى عليك أن الإنسان يشتاق للمرأة فإذا عاشرها وعاش معها تعلقت النفس بغيرها، وعذبه الله بسيئات أعماله وقبيح تلك المناظر والنضارة من الأشياء العادية.

فلا تخدعنك مناظر المتبرجات، فإنهن يعرضن أحسن ما عندهن ويخفين العيوب، بخلاف الزوجة الحلال التي عرفت صفاتها كاملة وتطمئن إليها وتأمنها على عرضك وبيتك وأولادك؛ لأنك أخذتها من بين أهلها وليس من الشوارع، وإذا كانت الزوجة تتزين لك وتتودد لك فهذا يدل على كمال فهمها، ومثل هذه الزوجة تسعد الإنسان، فبادلها وفاءً بوفاء، وغض بصرك، فإن ذلك يحفظ الفرج ويزكي لك النفس، وسارع بإكمال مراسيم الزواج، ولا تذكر لها ما يحزنها ولو على سبيل المزاح، فإن ذلك يربكها ويحزنها، ولا تظن أن النضارة والمظاهر تستمر، فإن جمال الأجساد عمره محدود، وجمال الأخلاق والدين بلا حدود.

ولا شك أن الظلم ظلمات، والإنسان لا يرضى هذا الشيء لأخواته وقريباته، فكيف يرضاه للمسلمات، وأرجو أن تشغل هذه النفس بالطاعات، واتق الله في نفسك وفي هذه الأسيرة، واعلم أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل.

والله ولي التوفيق والسداد!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً