الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدم القدرة على التواصل مع الآخرين في إدارة أي حوار

السؤال

عمري 48 سنة، متزوج، ولدي أطفال، أعاني من عدم القدرة على التواصل مع الآخرين في إدارة أي حوار، حيث لا أستطيع فتح مواضيع مع الآخرين ولا أستطيع التعرف على أشخاص جدد إلا إذا هم بادروا بالتعرف علي، حتى مع أقرب الناس لي أكون فقط مجيباً للأسئلة، وأحب مواصلة أقربائي من باب صلة الرحم، ولكن لا أزورهم بسبب هذه المشكلة، أصلي في المسجد والحمد لله، وأعرف الكثير من المصلين والجيران، ولكن تواصلي معهم ضيق جداً، مجرد سلام وكلام بسيط، علماً أني غير خجول وليس لدي تلعثم بالكلام، فهل يوجد طريقة أو برنامج أو كتاب يحل مشكلتي؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هيثم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر الشبكة الإسلامية، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، فهمت من سؤالك أنك تعاني من صعوبة التواصل مع الآخرين سواء كانوا أقرباء أو أصدقاء أو جيران، بالرغم من أنك لست بالشخص الخجول، ولا تعاني -ولله الحمد- من صعوبات الكلام كالتلعثم وغيره، وتريد -أخي الفاضل- أن تصبح أكثر انطلاقاً وأريحية في التواصل مع الآخرين، وتصبح مبادرا في الحوار.

الذي أنصح به -أخي الفاضل- عدة أمور أذكر منها أولاً: محاولة قبول طبيعتك وشخصيتك التي وصفت، فالناس أشكال وألوان، منهم الاجتماعي الكثير الكلام، وهناك الاجتماعي قليل الكلام، وهناك الأقل اجتماعية ويرتاح أكثر عند الانعزال بنفسه، وفي كل خير، فليس نوع أفضل من نوع آخر، فما يناسب شخصاً قد لا يناسب شخصاً آخر، طبعاً هذا لا يعني أن لا تحاول التغيير إن رغبت، لذلك ثانياً: محاولة الإقبال على الناس والاقتراب منهم وعدم تجنبهم، فالتجنب لا يحل الإشكال، وأحمد الله تعالى أنك تصلي في المسجد وتحاول الاقتراب من الناس.

الأمر الثالث: وهو ربما الخطوة الأهم، أن تتخذ خطوات بسيطة في بداية هذا الحوار والتواصل، كالاقتراب من الشخص سواء كان قريباً أو جاراً، بأن تلقي عليه التحية وتسأله عن أحواله بشكل بسيط ومختصر.

النقطة الرابعة: رويداً رويداً ستتوسع هذه الدائرة، سواء دائرة التواصل مع عدد أكبر من الناس، أو دائرة تعميق الحوار أو إطالته، طبعاً إذا كان هناك ما هو جدير بالحديث عنه، فالحديث مع الناس ليس غاية بحد ذاته، وإنما هو وسيلة للحوار والنقاش في الأمور النافعة والمفيدة، أدعو الله تعالى أن ييسر لك هذا ويشرح صدرك ويعينك على تحقيق ما تريد وتحقيقه في هذه الحياة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً