الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعالج كثرة الخوف مع كوني رجلاً؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مسلم، عمري ١٥ عاما، ومشكلتي هي منذ الصغر أنني أخاف خوفاً كبيراً من الحشرات، ومن لمس أي كائن حي غير الإنسان، مثل العصافير.. إلخ، إذ أحس بالتقزز والخوف من هذه الأشياء.

والذي جعلني أرسل لكم هذه الرسالة هو أن هناك حمامة ماتت في البلكون وقالت لي أمي: هل تستطيع حملها قلت: لها نعم، وعندما رأيت الحمامة لم أستطع أن أفعل شيئا! وقلت لأمي: لا أستطيع، وقالت لي: ألست رجلاً؟ وهذا الموقف تكرر مرتين أو أكثر قبل ذلك، حتى في حشرة ميتة صغيرة لم أستطع حملها، وأختي الصغيرة هي التي تقوم بذلك، وهذا يجرح كرامتي!

ومعروف بين كل أهلي (عمامي وعماتي.. إلخ) أنني لست جريئاً، وربما جباناً في نظرهم، فضلاً عن أني لا أستطيع الرد على من يضربني، وأمي دائماً تقول لا تفتعل المشاكل؛ لأنه ليس لدينا القدرة على الدفاع عنك، وبهذا أي واحد يضحك علي مع أن الزملاء من يفتعلون المشاكل وليس أنا في كثير من الأحيان ولا أستطيع الرد عليهم أبداً.

وأيضا يطلقون علي ألقابا لأنني لا أسب مثلهم ولا أختلط كثيراً بهم، فضلاً عن الضعف الذي في شخصيتي، فالصغير والكبير يهزأ بي!

أنا أريد أن أكون رجلاً مسلماً طموحاً حقيقياً وليس جباناً لا يأخذ حقه وأي شخص يهزأ ويضحك عليه، ماذا أفعل؟ أنا لا أستطيع الخروج من المنزل؛ لأن أهلي لا يسمحون لي، والبيئة التي أنا فيها من مذهب آخر، والذين في عمري غالباً أصدقاء سوء في هذه البيئة.

حقاً أريد أن أتغير، فلو تزوجت بعد كم سنة فربما أسقط من عين زوجتي ولا تهتم لي بسبب هذا الوضع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -بني- عبر الشبكة الإسلامية، ونشكرك على تواصلك معنا.

ذكرت في سؤالك أكثر من موضوع، وخاصة موضوع الخوف من الحشرات والطيور وغيرها، وكذلك الرهبة من مواجهة الآخرين والدفاع عن نفسك، دعنا نبدأ بموضوع الخوف، فالخوف عند اليافعين الشباب أمثالك أمر منتشر جداً، ولكن كثيرا منهم يكبر ويتجاوز هذا الخوف، طبعاً موقف أهلك السلبي لم يساعدك وقد لا يساعدك في هذا مع الأسف.

ولكن كما ذكرت لك معظم المراهقين واليافعين الذين يعانون من الرهاب والخوف ينمون متجاوزين هذا سواء بالتدريب أو حتى من دون تدريب، وطبعاً بالتدريب الأمر أفضل وأسهل، وهو محاولة التدرج بالإقدام والاقتراب أكثر وأكثر من الحشرات والطيور.

ويمكن أن يساعدك في هذا عدة أمور سأذكرها، منها: اعتياد زيارة سوق الطيور والحيوانات الأليفة في المدينة التي تعيش فيها، فهذا يمكن أن يساعدك كثيراً، وأيضاً يمكنك اقتناء وتربية حيوان أليف صغير كعصفور أو قطة صغيرة، الأمر الثالث: أنصحك بالتسجيل في نادي للرياضة وخاصة بعض الألعاب القتالية كالكارتيه والجودو وغيرها، فهذا يمكن أن يعطيك ثقة في نفسك أفضل.

وأخيراً: أما موضوع الزواج فاطمئن فالموضوع بعيد ولا داع لتقلق أو تتوتر من هذا الموضوع الآن، طالما أنت في الخامسة عشر من العمر، وعندما يحين وقت زواجك تكون -بإذن الله سبحانه وتعالى- الشخص الذي تريد دوما والذي ذكرته في سؤالك رجلاً مسلماً طموحاً.

أدعو الله تعالى لك بالتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً