الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجتهد في تذكر ما أقرؤه ولكني مع ذلك أنساه، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي هي عند قراءتي لأي نص أو كتاب أو مقالة لا أتذكر منها شيئاً، الأمر مبالغ فيه، قرأت كتبًا ثم كتبتها كي لا أنساها، ومن ثم استمعت إلى ملخصات منها، لكن الأمر لا يجدي نفعاً، حتى قراءة القرآن، ربما لم تساعدني على تذكر كل أو ربع ما قرأت.

لا أدري ماذا يحصل لي؟ حتى لم يعد لي شغف بالقراءة والمطالعة بسبب هذا الأمر، أنسى كثيرًا، وأشعر أني غبية، أصبح الأمر يغيظني، ماذا أفعل؟

أحيانا أضطر إلى الاستماع للكتب الصوتية، ومن ثم ترديدها بلساني مراراً وتكراراً مع الفهم، لكن الأمر لا يجدي نفعاً، هل لكم أن تساعدوني؟ حقاً أود القراءة، لكن أخشى من عدم التذكر والنسيان، كذلك عند استماعي لمحاضرات التنمية لا أدري لماذا أنسى كل ما سمعته؟ مع أنه كان واضحاً للغاية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً نقول لك: إنّ عملية النسيان لها أسباب عديدة، منها ما هو عضوي، ومنها ما هو نفسي، والأسباب العضوية تتمثّل في الإصابات الدماغية، أو العمليات الجراحية، أو استخدام بعض العقاقير الكيميائية، أو العقاقير المخدرة.

والأسباب النفسية منها مثلاً: الإصابة بالخرف المبكّر، أو الإصابة باضطرابات تشتت الانتباه، والاضطرابات التفكُّكيّة أو التحوّليّة، فقدان الذاكرة الهستيري، أو اضطرابات ما بعد الصدمة، وغيرها من العوامل النفسية التي يمكن أن تُحدث عملية النسيان، سواء بشكل مؤقت ومحدود، أو بشكل دائم.

وبما أنك في مقتبل العمر فقد نستبعد أغلب أو كثيرًا من العوامل السابقة، ولكن للتأكد لا بد من إجراء الفحوصات والاختبارات اللازمة، وذلك للتأكد من سلامة الوظائف العصبية والمعرفية.

فالذاكرة من الناحية النفسية تمر بثلاث مراحل، هي: مرحلة الاكتساب، ومرحلة التخزين، ومرحلة الاستدعاء، أي استدعاء المعلومة، وإذا حدث أي خلل في أي مرحلة من المراحل، فإن عملية التذكُّر تتأثر وتُصبح صعبة كما في حالتك.

والسؤال الذي ينبغي الإجابة عليه هو: هل عملية النسيان ظهرت فجأة ومن قبل لم تكن موجودة؟ أي أن استيعابك وتذكُّرك للدروس كان عاديًّا مثلك مثل بقية زميلاتك؟ أم أن لديك صعوبات تعلُّم منذ المراحل الدراسية الأولى؛ والآن الأمر صار أصعب؟ فينبغي الإجابة على هذه الأسئلة، لمعرفة الحقيقة.

نعلم أنك بذلت مجهودات جيدة في سبيل تحسين عملية التذكُّر، ولكن دون جدوى، أو تقدُّم ملحوظ، فيمكنك أيضًا استخدام طريقة الربط بين المعلومات، واستخدام الألوان في الكتابة عند تلخيص النصوص، لأن هذا يجمع بين حاسّتي السمع والبصر، وكلَّما اشتركت الحواس في عملية التعلُّم كلَّما سهّل ذلك عملية التعلُّم والاستذكار.

وأيضًا يمكنك القيام بتدريس الدروس أو المعلومات التي اكتسبتِها أو التي تريدين اكتسابها لتعليمها للآخرين، مثلاً: إخوانك، أو أخواتك في البيت، أو حتى في غرفة خالية، وتتخيّلين أنك مُعلِّمة تُعلّمين مَن يجلس أمامك، فإلقاء الدروس بهذه الطريقة قد يُساعد في استذكار المعلومة بصورة أفضل.

كما نوصيك بترك المعاصي، ونوصيك بفعل الطاعات، والإكثار من الاستغفار، فمما ينسب إلى الإمام الشافعي قوله:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ** ونور الله لا يؤتى لعاصي

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً