الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقنع الأهل بالابتعاد عن الأغاني المحرمة؟

السؤال

السلام عليكم

أنا أستمع كثيراً للأغاني، وحاولت مراراً وتكراراً أن أتركها ولكني لا أستطيع، فكل من في المنزل يستمعون لها باستمرار، وحاولت أن أمنع نفسي من الجلوس معهم، لكني لم أستطع، ولم يقدروا أنني أريد التوبة، فأمي تخاصمني دائماً لأنني أجلس في غرفتي وحدي، وهي لا تعلم أن السبب امتناعي عن سماع الأغاني.

أريد حلاً! كيف أستطيع إقناعهم بالابتعاد عن الأغاني المحرمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك الهداية والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد.

إن رضا الله مقدم على طاعة الوالدة، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولن ينفعك أحد بين يدي الله، فاتقي الله في نفسك، وامتنعي عن الجلوس في مجالس الغناء، وأعلني رفضك للمنكر، ولكن بأدب واحترام، ولا تقصري في مساعدة الوالدة والبر بها، وارفقي بها في تعاملك معها، حتى تتمكني من كسبها إلى جانبك.

لا يخفى عليك أن الغناء ينبت النفاق ويجلب الزنا والفواحش، فهو رقية الزنا وعمل الفساق، كما قال مالك رحمه الله عندما سئل عن الغناء، فقال: (إنما يفعله عندنا الفساق)، وهو قرآن الشيطان والداعي إلى البهتان، فكيف إذا صحبته معازف ومزامير وأدّاه عراة ومساطيل وعاهرات وساقطون.

كما أن الغناء في زماننا فيه مخالفات في كلامه، ولفضليه الشيخ/ محمد صالح المنجد رسالة طريفة بعنوان: (الأغاني في ميزان الشريعة) أجاد فيها كعادته وأفاد، وكف لسانه عن ترداد الكثير من قول أهل النفاق والفساد، ومن هنا فلابد أن يعلم أن تلك الأغاني حتى لو رددها الإنسان في حجرته وفي خلوته لكان آثماً؛ لأن فيها دعوة للشرك والعهر.

لا تترددي في ترك سماع الغناء، واجتهدي في دعوة أهل البيت لذلك، وتدرجي في نصحهم، واجلبي للمنزل الأشرطة المفيدة والكتب النافعة، مع قليل من الأناشيد التي تدعو للخير والفضيلة، فإن إيجاد البدائل النافعة يعين بتوفيق الله على التخلص من الأِشرطة الفاسدة.

اعلمي أن أكثر ما يفيد أهل البيت ويعينهم على طاعة الله، هو بعدك عن مجلس الغناء واجتهادك في طاعة رب الأرض والسماء، وتوجهي إلى الله بصدق، واسألي لنفسك الثبات، ولأهل بيتك الهداية والصلاح.

نحن نتمنى أن ترتبطي بمراكز العلم والقرآن، وهناك سوف تجدين الصالحات، وإذا لم يشغل الإنسان نفسه بالخير شغلته بالشر والباطل، واجتهدي في تعميق الإيمان في نفسك وفي نفوس أهل المنزل، حتى يكون ترك الغناء نابعاً من الداخل، واعمري وقتك بتلاوة القرآن، وواظبي على الأذكار، وسوف تجدين الراحة وهدوء البال.

ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وتوفيقاً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً