الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف من الإصابة بمتلازمة نقص ثاني أكسيد الكربون

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر جميع القائمين على هذا الموقع، وجزاكم الله خيرًا على ما تقدمونه في خدمة وإفادة الناس.

أريد الاستفسار عن مشكلة أعاني منها منذ سنتين تقريبًا، بدأت معي قبل سنتين عندما أتتني نغزات في بطني أشبه بطعن السكين في منطقة البطن عامة، ثم عدت للبيت وأنا أشعر بضيق التنفس، فتبين بعد مدة من المعاناة أن لدي قولونًا عصبيًا، ومن حينها وأنا أعاني حتى هذه اللحظة، ومازلت أعاني من الأعراض، فكانت هي نوبات الهلع مع القولون العصبي.

أجريت كل التحاليل -والحمد لله- جميعها سليمة، تخطيط رسم القلب، وإيكو للقلب، وتصوير أشعة سينية للرئتين، وفحوصات الدم، وكلها سليمة.

الآن أعاني من نوبات الهلع، وضيق شديد في التنفس، وكتمة فوق صدري، تأتي الأعراض بدون سابق إنذار، مثلاً إذا كنت في الجامعة، أو في مكان مغلق أو مزدحم أو عند التواجد في مكان في درجة حرارة مرتفعة، أفزع وأخرج من المكان فورًا بسبب الكتمة، وأشعر بضيق التنفس، والتعرق، وبرودة شديدة في الأطراف، مع التعرق عندما تأتيني الكتمة وضيق التنفس، أشعر بوقوع شيء وسط صدري، وكأن قلبي وقع وسقط من وسط صدري لثوان قليلة ثم يذهب هذا الشعور.

تصفحت في محركات البحث جوجل وقرأت عن أعراض وأمراض وكأنها فيّ، وتشابه في الأعراض التي أعانيها، وآخرها نقص ثاني أوكسيد الكربون، وهذا الشيء يؤرقني، فعندما تأتيني الكتمة والضيق وأقوم بقياس الأكسجين يظهر 98 أو أقل قليلاً و-الحمد لله- القياس سليم، ولكن سمعت بالأعراض التي تأتي وهي عندما أقوم بفرط التنفس بسببه.

وقرأت عن الأعراض التي تأتي عند فرط التنفس؛ بسبب نوبة الهلع أو الكتمة بأنها نقص ثاني أوكسيد الكربون، وتسبب الإغماء ونقص تروية الدم وعدم وصولة للمخ، فأخاف كثيراً أن تصيبني هذه الحالة، أنا الآن خائف جداً من الإغماء بسببه طبعاً، لم يغم علي -الحمد لله- طوال سنتين، فقط أعاني من أعراض القولون ونوبات الهلع.

سؤالي: هل نقص غاز ثاني أكسيد الكربون خطير ويسبب إغماءً أو نقص وصول الدم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات إسلام ويب.

أخي الكريم: أنا تدارست رسالتك بكل دقة، والذي بك حقيقة هو أمر بسيط، بالفعل لديك نوع من قلق المخاوف البسيط، ونوبات الهلع هي جزء من هذا القلق النفسي، ونوبات الهلع مخيفة في شكلها العام، لكنها ليست خطيرة، الأمر بسيط جدًا، لكن يجب أن تُعالج، لأنها مزعجة للإنسان، وأتفق معك في كل ما قلته.

بالنسبة لأعراض القولون العصبي أو العُصابي –على وجه الدقة– نتيجة للقلق، سبعين بالمائة من الذين يُعانون ممَّا يُسمَّى بالقولون العصبي لديهم قلق نفسي محتقن؛ لأن احتقان القلق النفسي يؤدي إلى توترات نفسية، ان والتوترات النفسية تنعكس على بعض أعضاء الجسد لتجعلها متوترة، ومن هذه الأعضاء القولون.

أيها الفاضل الكريم: بالنسبة لإخراج غاز ثاني أكسيد الكربون بسرعة، وبالطريقة التي وصفتها: ليس فيه خطورة، الذين يتنفسون بسرعة شديدة، مثلاً في حالات التشنُّج الهستيري، هؤلاء قد يحدث لهم بعض الشعور بالبرودة في الأطراف والتشنُّجات الطرفية، ناتجة ممَّا نسمّيه بـ (غسل ثاني أكسيد الكربون) وإخراجه من الجسد بسرعة.

تركيز الأكسجين لديك سليم، وأنا أريدك أن تتجاهل كل هذه الأفكار، أن تتجاهلها تمامًا، أن تكون في حالة استرخاء نفسي، وهذا ليس بالصعب، هنالك بعض التطبيقات البسيطة سوف تُساعدك.

ممارسة التمارين الاسترخائية، تمارين التنفس المتدرّجة مهمّة جدًا، وإسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015)، أرجو أن ترجع إليها، وأن تطبق ما ورد فيها من إرشادات، وسوف تجد منها فائدة كبيرة -إن شاء الله تعالى-، كما أنه توجد بعض البرامج الجيدة والمفيدة على اليوتيوب التي من خلالها يمكن أن يُطبق الإنسان تمارين الاسترخاء.

إذًا تمارين الاسترخاء مكوّن علاجي مهم جدًا، المكون العلاجي الآخر هو ممارسة الرياضة، ممارسة الرياضة بسرعة منتظمة ليحسّ الإنسان بما يُسمّى بالقيمة الرياضية؛ هذا أيضًا ننصح به لأنه ذو فائدة علاجية كبيرة جدًا.

أنا طبعًا أدعوك أيضًا لتناول بعض الأدوية البسيطة جدًا التي تُعالج نوبات الهرع والفزع والتوترات والخوف من أن يحدث لك شيء كتشنُّجات القولون أو الإغماء، والذي طبعًا لن يحدث -إن شاء الله- أبدًا.

من الأدوية المفيدة عقار (سيبرالكس Cipralex) والذي يُسمَّى علميًا (اسيتالوبرام Escitalopram)، أرجو أن تتناوله بجرعة خمسة مليجرام، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، تناول هذه الجرعة الصغيرة لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة كاملة، أي عشرة مليجرام، واستمر عليها يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، وهذه أيضًا تعتبر جرعة صغيرة، بعد ذلك خفض الجرعة واجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

وأريدك أن تدعم السيبرالكس بدواء آخر يُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل Dogmatil) واسمه العلمي (سولبيريد )، تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله. هو دواء ممتاز جدًّا، وسليم جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً