الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنا مصاب بسرطان القولون؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 24 سنة، وأتابع صفحتكم منذ حوالي 8 سنوات، جزاكم الله خيراً.

مشكلتي بدأت قبل 10 أيام، حيث أصابني إمساك (أجلكم الله) لدرجة أنني لا أستطيع التبرز، مع الشعور بحاجتي لإفراغ ما في بطني، مع وجود ألم في البطن، وقد قرأت بأن الإمساك الشديد والتعب من أعراض سرطان القولون، مع العلم أنه لا توجد أي إصابة بالسرطان في أحد أفراد العائلة.

عندما ذهبت للطبيب، أخبرني بأنني شديد الغضب، وأعطاني دواء librax و mega6 ودواء اوكاربون، وشعرت بتحسن قليلاً؛ لأن الإمساك توقف وتحول لإسهال، ولكن في اليوم الرابع وجدت دماً مع البراز، فأصابني خوف وهلع، ولم أنم ليلتها، وذهبت للطبيب، فأخبرني بأنها بواسير، ولكني لم أرتح لكلام الطبيب؛ لأنه لم يكشف علي، كما أني أصبحت أعاني من ألم تحت السرة وفي الجانب الأيسر من البطن، وأصبحت أقرأ عن كل ما يخص سرطان القولون، ولن أرتاح إلا إذا أجريت منظاراً للقولون، ولكن وضعي ووضع أهلي المادي بسيط، ولا يمكنني ذلك لارتفاع سعره، فبماذا تشيرون علي؟ وما تشخيص حالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هون عليك يا ولدي، وكما قال لك الطبيب، فإن الدم الأحمر له علاقة بالشرخ الشرجي (الألم مع التبرز) وله علاقة بالبواسير الخارجية، لكن لا علاقة بين الدم الأحمر وبين سرطان القولون، لا من قريب ولا من بعيد، ويمكنك الاطمئنان أكثر بعد إجراء فحص الدم الخفي في البراز occult blood in stool، حيث أن الدم المهضوم يأتي من أعلى (المعدة والقولون)، بخلاف الدم الأحمر، حيث أن مصدره الشرج، ولا أعتقد أنك بحاجة لذلك الفحص أو المنظار، فقط اطمئن.

علاج الإمساك ليس بالأدوية؛ لكن بتناول الطعام المحتوي على الألياف، وشرب المزيد من الماء، والإمساك عرض وليس مرضاً في حد ذاته، والقولون لكي يقوم بعمل براز لين يجب أن يحصل على الماء بكثرة وعلى الألياف الطبيعية، ومعظم الأدوية الملينة تعمل بشكل مؤقت، ونتائجها على المدى البعيد غير مرضية، بل تعطي نتائج عكسية من خلال تعود القولون عليها، مما يؤدي إلى ارتخاء الألياف العضلية، وبالتالي حدوث الإمساك.

وهناك الكثير من الأشياء الطبيعية التي يمكنك القيام بها للتخلص من الإمساك، وبالتالي من البواسير، ولذلك ننصح بشرب المزيد من الماء، وتناول الخضروات المطبوخة، خصوصاً الملوخية، والبامية، والكوسة، وتناول السلطات الخضراء، والإكثار من زيت الزيتون.

ومن الفواكه التي تساعد في علاج الإمساك: التين الطازج أو المجفف، وكذلك الخوخ الطازج أو المجفف، فلا بأس من تناولها إذا كانت متاحة، كما أن الصمغ العربي مفيد جداً في علاج الإمساك من خلال تناول ملعقة كبيرة على كوب ماء أو عصير برتقال مرةً أو مرتين في اليوم، وهو منتج يأتي من السودان، وقد تجده عند العطارين أو في الصيدليات، كذلك فإن منقوع بذور الشيا chia seeds تنقع 5 ساعات في الماء وتشرب لها دور فعال في مد القولون بالألياف الطبيعية، أيضاً فإن خبز الشوفان أو شوربة الشوفان تحتوي على الكثير من الألياف المهمة لليونة البراز.

والخلاصة: إن تناول المزيد من الماء والمزيد من الألياف الطبيعية هو الحل السحري لعلاج الإمساك، وبالتالي علاج ما يتعلق به من بواسير وشرخ شرجي، أو نزول دم في البراز.

كما أن كبسولات البكتيريا النافعة probiotic مفيدة جداً في علاج عسر الهضم والإمساك، فلا مانع من تناول كبسولة صباحاً ومساءً لعدة أسابيع، كما أن تناول عصير طازج من أوراق النعناع والريحان والليمون، وقطع من لحاء أوراق نبات الصبار، والمحلى بالقليل من العسل رائع جداً في علاج الإمساك، والشعور بالانتفاخ والغازات.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً