الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نسيان وعدم تركيز وما زالت بعمر 33 سنة.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم

عمري 33 سنة، وأنا مهندس، أعاني من عدم التركيز، وعندما أحاول أتعلم أشياء جديدة لا أنجح، وأيضاً كثرة النسيان بحيث مثلا أعرف أشخاصاً اشتغلت معهم، ولكن لما ألتقي بهم وأحاول أتذكر أسماءهم لا أذكرها، وأحيانًا أشخاصاً من المعارف أول ما ألتقي بهم لا أتذكر أسماءهم بشكل مباشر، وكذا بدأت ألاحظ تلعثمًا خفيفًا بالكلام.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في موقع استشارات إسلام ويب.
تشتت التركيز في مثل عمرك –أخي الكريم– غالبًا أسبابه نفسية وليست عضوية، لكن يُفضل أن تقوم بإجراء فحص طبي، تتأكد من مستوى الدم لديك؛ لأن فقر الدم أو ضعفه كثيرًا ما يؤدي إلى عدم التركيز، وتتأكد أيضًا من مستوى وظائف الكلى ووظائف الكبد، ووظائف الغدة الدرقية على وجه الخصوص مهمّة جدًّا؛ لأن ضعف إفراز الغدة الدرقية أيضًا يؤدي إلى عدم القدرة على التركيز بصورة جيدة، ويجب أن تتأكد أيضًا من مستوى فيتامين (ب12) وفيتامين (د)، كلاهما من المكونات الفيتامينية المهمّة جدًّا للصحة بصفة عامة، خاصة فيما يتعلق بالصحة النفسية والتركيز.

بعد ذلك إذا كان لديك قلق وتوترات –وأنا لا أستبعد ذلك؛ لأنك ذكرت أنك لاحظت أنه لديك تلعثم خفيف في الكلام– فإذا كانت هنالك صعوبات حاول أن تحلَّها، ودائمًا الجأ للتفكير الإيجابي، ولا تدع مجالاً للأفكار السلبية لتُهيمن عليك.

من الضروري أيضًا أن تتجنب السهر؛ لأن النوم الليلي المبكّر يؤدي إلى ترميم كامل في الخلايا الدماغية، وكذلك الجسدية، ويستيقظ الإنسان مبكّرًا، ويؤدي صلاة الفجر، وسوف تشعر أن تركيزك أفضل كثيرًا وكثيرًا؛ لأنه كما ذكرتُ لك الخلايا الدماغية وكذلك النواقل العصبية الدماغية تكون قد سارت المسار الصحيح.

أيضًا ممارسة الرياضة، خاصة رياضة المشي أو الجري، لا شك أنها تُعزز مقدرة التركيز عند الإنسان؛ لأن الرياضة تقضي تمامًا على كل الطاقات النفسية السلبية كالقلق والاحتقانات الداخلية.

أخي: قراءة القرآن الكريم بتمعُّن وتدبُّرٍ لا شك أنها تُحسّن الذاكرة، {واذكر ربك إذا نسيت}.

وأنصحك أيضًا بتطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، وتمارين شد العضلات وقبضها، إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين.

أخي: عليك بالتواصل الاجتماعي، وعليك بحسن إدارة الوقت، وعليك بالتغذية السليمة بقدر المستطاع.

هذه هي الإرشادات الضرورية لتحسين الذاكرة والتركيز، ودرءاً لأي صعوبات فيما يتعلق بالمزاج أو وجود قلق سوف أصف لك دواءً بسيطًا جدًّا، إن شاء الله يساعدك في حسن التركيز، الدواء يُعرف باسم (سيبرالكس) واسمه العلمي (اسيتالوبرام) تحتاج أن تتناوله بجرعة صغيرة، الحبة تحتوي على عشرة مليجرام، أريدك أن تتناول نصفها –أي خمسة مليجرام– يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تناول حبة كاملة –أي عشرة مليجرام– يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة عشرة أيام أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً