الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سيطرة الوساوس القهرية عن الدين

السؤال

أنا شابٌ أكرمني الله بالإيمان العميق بعد أن كنت في ضلال، ثم انتابتني وساوس عن الدين في البداية، ولكنها بعد فترة أصبحت شيئاً مخيفاً، فقد أتصور شيئاً -والعياذ بالله- عن الله، أو ينطق فكري بكلمة كفر والعياذ بالله، ثم عندما أدرك الأمر أندم، وأتذكر عذاب الله.

كنت في البداية قادراً على أن أتغلب عليها، أما الآن أصبحت تتملكني وكأنها صادرة مني، ولولا فضل الله عليه ثم أساسي الإيماني الذي يقول لي أنك طالما تدرك أن هذا خطأ لا أعرف إلى أين كنت سأذهب.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الأعراض التي ذكرتها تمثل أحد أنواع الوساوس القهرية والتي يمكن تعريفها بأنها فكرة متسلطة وتسبب الكثير من الألم النفسي، بالنسبة للمريض بالرغم من إلمامه التام بأنها سخيفة ويحاول مقاومتها والتخلص منها دون جدوى.

أود -أولاً- أن أطمئنك أن نوعية هذه الوساوس لا تدل مطلقاً بإذن الله على ضعف شخصيتك أو ضعف في إيمانك، علماً بأن الوساوس ذات المنشأ الديني تكثر في مجتمعاتنا الإسلامية وقد اعتبر الوسواس القهرية بصفة عامة أنه صفة مكتسبة أي كنوع من السلوك المكتسب ولكن في السنين الأخيرة أتضح أن هناك نوع من خلل في كيمياء المخ يتعلق بمادة تعرف باسم سيروتونين.

أما بالنسبة للعلاج فهناك الجانب السلوكي والجانب العلاجي ويشتمل الجانب السلوكي في أن تحقر هذه الفكرة وأن تقرنها بفكرة أخرى تكون مؤلمة نفسياً مثل أن تفكر بأن شيء غير مرغوب قد حدث لا قدر الله وتكرر الفكرتين مع بعض أي الأفكار عن الذات الألهية والفكرة المؤلمة نفسياً، كما أنه ممكن أن تؤلم نفسك جسدياً بأن تضرب يدك على الطاولة مثلاً حينما تأتيك الفكرة، والهدف من ذلك أن تربط الفكرة الوسواسية السخيفة مع فكر أخرى تسبب نوع من الألم النفسي وهذا سوف يؤدي إلى الإضعاف التدريجي للفكرة الوسواسية الأصلية.

أما من ناحية العلاج فإنه يستعمل مجموعة الأدوية المنظمة والمنشطة لمادة السيروتونين والدواء الذي أود أن أرشحه لك يعرف بإسم فافارين والجرعة التي يمكن أن تبدأ بها هي 50 ملج ليلاً بعد الأكل ثم ترفع الجرعة بمعدل 50 ملج كل أسبوعين حتى تصل إلى 200 ملج، وتستمر على هذا المنوال لمدة ستة أشهر ثم بعد ذلك يمكن أن تخفض الجرعة بواقع 100 ملج وتستمر على 100 ملج الأخرى لمدة ثلاثة أشهر، بعدها يمكن إيقاف العلاج.

إذا لم تتمكن من الحصول على الفافارين فالأدوية البديلة تعرف باسم سيبرام، وبروزاك، وزيروكسات.
نسأل الله لك الشفاء والعافية.

وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً