الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق ونسيان وتلعثم في الكلام وخوف وارتباك عند مواجهة الآخرين

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا شاب مغربي، وطالب جامعي، عمري 25 سنة، أشكو من أمراض نفسية وعصبية وجنسية، ومنذ الصغر أعاني نفسياً، وهذه المعاناة أعتقد أنها وراثية، ورثتها من والدي؛ لأن والدتي امرأة عادية.

يحمر وجهي، أتصبب عرقاً، يتعثر لساني، أرتبك، أدهش وتصيبني حيرة كلما أردت أن أتكلم وسط جماعة من الناس، أو مع مسؤول، أو مع فتاة، أو أردت أن أستظهر شيئاً ما أمام أستاذي، أو إذا قمت إلى السبورة، أو إذا وقف أستاذي أمامي، وبدأ يتفحص دفاتري.

كذلك يتعثر لساني ولا ينطلق أحياناً، ولو مع أمي، ويحدث لي تقصير في الحديث وتردد في الكلمات، وأحياناً أنسى الموضوع، وعند الكلام أقول جملاً قصيرة، ثم اسكت، وطبعي دائماً السكوت، لأنني فاقد الثقة في نفسي.

أما الأعراض العصبية:
عندما يكون الطقس حاراً أشعر بشرارة من الحرارة تنطلق من ظهري متجهة نحو وجهي، فتحمر أذناي، ويكفي بأن ينظر إلي أي أحد، فيحمر وجهي، ثم أتعرق كثيراً.

وعندما يكون الطقس بارداً، ثم أجلس 3 ساعات على كرسي، بعد النهوض أرتجف وأرتعد، ثم تتلاقى أسناني ويصعب علي الكلام أحياناً.
وعندما يكون الضجيج وتكثر الحركة، أدوخ وأفقد التركيز، وأدهش وأصبح حيراناً، وأحياناً في الليل أصبح فاقداً للتركيز وغير مندمج 100% مع محيطي.

أما مرضي الجنسي فهو حديث، فمنذ 5 سنوات وأنا أعانيه، ذهبت إلى الطبيب، فأكد لي بأن مرضي سببه نفسي.

كل هذه المشاكل تدفعني إلى الانتحار، والمرجو منكم المساعدة.
وهذه السنة أنا مقبل على امتحان شفوي، وأنا غير قادر عليه نفسياً، وأرجو أن تكتب لي اسم الدواء بالفرنسية.
والسلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرزاق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالرغم من تعدد أعراضك، إلا أني أرجو أن أؤكد لك أنها لا تتعدى إصابتك بما يُعرف بقلق الرهاب الاجتماعي، والذي أدى إلى اكتئاب ثانوي بسيط.

لماذا التفكير في الانتحار؟! فالدنيا بخير، وديننا الحنيف يحرّم ذلك، كما أن حالتك يمكن علاجها تماماً.

المطلوب منك هو مزيدٌ من الثقة في نفسك، وأن لا تتصور أنك مراقب أو مرصود من قبل الآخرين؛ لأن هذا الشعور يحدث للذين يُعانون من الخوف الاجتماعي مما يزيد من أعراضهم، فعليك بالمواجهة، وأن لا تراقب نفسك كثيراً، وأنت تتحدث إلى الآخرين.

توجد الآن بفضل الله تعالى أدوية ممتازة وفعالة لعلاج مثل حالتك، والدواء المفضل يُعرف باسم (زيروكسات) وجرعة البداية هي 10 مليجرامات (نصف حبة) ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بواقع نصف حبة أيضاً كل أسبوعين، حتى تصل إلى جرعة 40 مليجراماً (حبتين) في اليوم، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تبدأ في تخفيض الجرعة بنفس طريقة البداية -أي نصف حبة كل أسبوعين-.

أرجو أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وبإذن الله تعالى سوف تتمتع بصحةٍ نفسية ممتازة.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً