الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يسأل عن معنى الكلمات البذيئة والسباب الذي يسمعه في الشارع

السؤال

السلام عليكم.

ابني عمره 11 سنة، يسمع الشتائم والسباب في الشارع، ويأتي ليسأل عن معنى هذه الكلمات والتي تحتوي على كلمات بذيئة وجنسية، فما هو التصرف الصحيح، هل أعرفه معناها أم أخبره بأنها ألفاظ قبيحة فقط، وعليه عدم تكرار لفظها أو استخدامها؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السيد عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أخي الفاضل في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي شباب المسلمين لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يصرف عنهم سيء الأخلاق والأعمال، فإنه لا يصرفُ سيئها إلَّا هو، وأن يُصلح لنا ولكم النيّة والذُّريَّة.

بالنسبة لهذا الابن، أولاً: يُشكرُ على أنه يتواصل معكم ويسأل، وأرجو أولاً أن تُنبهوه إلى أن المسلم ألفاظه جميلة، وأنه يحرص على أن يذكر الله، ويتكلّم بالكلمات الجميلة، كما هو الأدب الذي نتعلّمه من كتاب ربنا ومن هدي رسولنا -صلى الله عليه وسلم-.

الأمر الثاني: تُبيّنوا له أن الكلمات القبيحة ينبغي أن يجتنبها الإنسان، وطالما هي تُقال عند الخصام، فهذا دليل على أنها غير طيبة وغير مقبولة.

الأمر الثالث: أن نجتهد في عزله عن أصحاب هذه الألفاظ، ونبيِّن له أن من يقول مثل هذه الكلمات ينبغي أن تبتعد عنه، وتحرص على أن تكون إلى جوار المؤدّبين.

الأمر الرابع: ضرورة أن نُبيِّن له معاني هذه الكلمات، لكن بطريقة مناسبة تناسب سنوات عمره وتناسب ما عنده من وعي، ونُبيّن له أن الإنسان لا يهمّه المعنى، المهم هو أن هناك كلمة ترضي الله وكلمة لا ترضي الله، والمسلم ليس بسبَّابٍ ولا لعَّانٍ ولا فاحشٍ ولا بذيء، كما علمنا ديننا، ولذلك نشكر عنده حسن الأدب، ونبيّن له أن مثل هذه الألفاظ ما ينبغي للإنسان أن يُكررها.

ونشكر له التواصل معنا كأسرة والسؤال؛ لأن من الخطأ أن يسأل غيرنا، ولكن الذي يأتي ويسأل والده أو والدته فهذا دليل على أن فيه خير، فما ينبغي أن نغلق هذا الباب، بل ينبغي أن نرحب بأسئلته، ونتحرّى الحكمة في الإجابة، ونعطي الإجابة على القدر المناسب الذي لا يتجاوز الحدود، أو لا يوصله إلى معرفة أمور ما ينبغي أن يعرفها، مع أننا في زمانٍ كثير من الأشياء أصبحت مكشوفة ومعروفة بكل أسف.

نسأل الله لنا ولكم الهداية والتوفيق، وأن يُنبت هذا الابن نباتًا حسنًا، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً