الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كراهية الطفل لوالدة

السؤال

أنا مصري مقيم في السعودية وأعمل أنا وزوجتي ولدي طفلان، الأصغر عمره 7 شهور والأكبر عمره سنتان ونصف، وهو يحب أمه جداً ويكرهني أنا، وأحاول التودد إليه وأحضر له الألعاب والحلوى، وأحاول اللعب معه لكن دون جدوى، حينما أقترب منه ينادي على أمه مستغيثاً مني، إذا كنت بجواره وأحتاج لشيء فإنه يطلبه من أمه ولا يطلبه مني، وإن كانت الأم مشغولة وأحضرت أنا هذا الشيء الماء مثلاً يرفض أخذه مني، ولا أجد سبباً لكراهيته لي، فأنا مثلاً أتجنب اللعب مع الصغير أمامه حتى لا يشعر بالغيرة، وأحاول التودد إليه بكل الطرق ولكن دون جدوى، فكيف أتعامل مع طفل بهذه المشاعر في مثل هذا السن، وهو كغيره من الأطفال يحب اللعب والشقاوة وتفحص الأشياء والأجهزة الكهربائية و.... فبماذا تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور الفاضل/ هادي الحسيني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يبارك لك في أطفالك، وأن يجعل الصلاح ميراثاً في ذرياتنا إلى يوم الدين، وردد معنا دعاء الأخيار (( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ))[الفرقان:74] .

هذا طفلٌ صغير ولا داعي للقلق، وسوف تتغير هذه الحالة بإذن الله، وسوف تتحول هذه الكراهية إلى محبة وعرفان بفضلك، ولكي يحدث ذلك الرجاء اتباع الخطوات التالية، بعد التوجه إلى الله واللجوء إليه:

1- لابد أن تقوم الأم بغرس محبتك في نفس هذا الطفل، وذلك بتذكيره في غيابك خاصة بأنك صاحب الفضل، وتخبره بمحبتك له، وأن هذا الثوب والطعام والحلوى جاء بهاء والدك؛ لأنه يحبنا ونحن كذلك نشكره ونحبه.

2- أرجو أن تتحاشى إجباره على محبتك، وقلل من التصرفات التي يتضايق منها كالهجوم عليه ومحاولة تقبيله بالقوة، وقرب له ما يحتاج إليه وتغافل عنه كأن تضع الحلوى في مكان يراه دون أن تطلب منه أخذها، ويمكن أن تقول لوالدته: هذه حلوى خاصة بفلان وأنا أحبه.

3- عندما يطلب الطفل أشياء من أمه فقط أو أبيه فإنه يريد أن يعرف منزلته ومكانته، وتزداد هذه الحالة عند وجود مولود جديد كما هو حاصل في منزلكم العامر بالخير بإذن الله.

4- عدم إظهار مشاعر الود الزائدة تجاه الطفل الجديد أمامه، وحتى عندما تهتم بالطفل الصغير تقول وهو يسمع سوف تلعب مع فلان الممتاز وهو يحبك وأنا أحبه لأنه الأكبر.

5- تنبيه الأم إلى العدل والموازنة بين طفليها، ومن الضروري إشعار الطفل القديم بأن محبته ومنزلته محفوظة.

6- لا تكثر الغياب عن المنزل؛ لأن كثير من أبناء الإخوة في المهجر يفقدون جرعات كبيرة من العواطف التي كانوا سيجدونها عند العمات والخالات والأعمام وغيرهم من الأقارب، فيضطر الطفل إلى تعويض هذا النقص بشدة والارتباط بأمه التي لا يجد سواها.

7- عدم مخاصمة الأم ومجادلتها أمام الطفل؛ لأن هذا يسبب كراهية الطفل لأبيه، والصواب أن نبتعد بمشاكلنا عن أعين أطفالنا وآذانهم، فالطفل يزعجه ارتفاع الأصوات، ومظاهر الغضب والتوتر فيضطر إلى الخروج من البيت إن كان كبيراً وينحرف، وإذا كان صغيراً يصاب بالتوتر والضيق والعصبية والكراهية.

8- لا ترفع صوتك في المناقشات والكلام في وقت نومه، حتى لو كنت تتحدث في الهاتف أو مع الزملاء والضيوف.

9- الزوجة عليها أن تختار صديقاتها من اللواتي لا يتحدثن بالسوء عن أزواجهم؛ لأن الأطفال يتأثرون بتلك الأحاديث.

10- عندما يخطئ هذا الطفل يفضل أن تقوم بالتوجيه الأم، وعليك أن تمثل معه جانب اللين والعطف واترك جرعة القسوة لتصدر عن الأم.

11- من الضروري الاتفاق على منهج موحد في التربية؛ حتى في التفاصيل الدقيقة للعملية التربوية.

12- ولا تنسى وأنت والد أن تكثر من الدعاء والتضرع إلى الله، وارفع حاجتك لمن يجيب المضطر إذا دعاه .
نسأل الله العظيم أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا حين أسلم عمر

    شكرا جدا ربنا يبارك فيكم وجزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً