الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصلي وأقرأ القرآن، ومع ذلك لا أرى نجاحاً في حياتي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب بعمر 18 سنة، طالب، وأعيش حياتي بلا توفيق، ولا شيء يصلح معي، أنا أصلي طول حياتي، وتارك للمعاصي الكبيرة والصغيرة، وأقرأ القرآن الكريم، ولا شيء يصلح معي.

كلما أحاول أن أعمل شيئاً لا يصلح، ولا أنجح فيه، وفوق كل هذا أشاهد أناساً لا يذكرون الله ولا يصلون، ولا يقرؤون القرآن، وموفقون، ويحصلون على ما يطلبون!

بالصراحة لا أستطيع أن أستوعب هذا الشيء!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشعر جميعاً بما تمر به من تحديات كشاب، ونحن هنا للدعم، كما ندرك أن الأوقات الصعبة يمكن أن تجعل الحياة تبدو غير مرغوبة، وغير متوازنة، ولكن من المهم أن تعلم أن الأوقات الصعبة لا تدوم، والحياة تحمل دائماً فرصاً جديدة.

وهنا بعض النقاط التي قد تساعدك في هذه الأوقات:
- مفهوما التوفيق والفلاح الذي تعتقده ليسا بالضرورة تحقيق النجاح في كل الأمور، بل هما قد يعنيان الصبر والثقة في الله حتى في الأوقات الصعبة، الإيمان والصلاة وقراءة القرآن هي طرق لبناء الصبر والثقة في الله، فالموفق ليس هو من حصل على المال فقط! بل هو أيضا من حرمه الله من المال فصبر كذلك!

يقول الله تعالى: ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَیۡءࣲ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَ ٰ⁠لِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَ ٰ⁠تِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِینَ﴾ [البقرة ١٥٥].

- النجاح لا يأتي بسهولة، وغالباً ما يكون مرتبطاً بالفشل المتكرر.

هذا الفشل يمكن أن يكون درساً قيماً، ويمكن أن يقودك إلى النجاح الحقيقي في النهاية، فلا يوجد هناك شيء اسمه (الفشل) وإنما يوجد (محاولات غير ناجحة)، وهذا يعني أنك إذا كررت المحاولات فستنجح في النهاية.

- لا تقارن نفسك بالآخرين، من الطبيعي أن نشعر بالحسد عندما نرى الآخرين ينجحون، خاصة إذا كانوا لا يعبرون عن الالتزام الديني، ولكن تذكر أن الله تعالى يعطي كل واحد منا تجاربَ مختلفة، وتحديات مختلفة.

- ما يبدو كنجاح للبعض قد يكون له تحديات خاصة به، والعكس صحيح، وقد تجد شخصاً غنياً لكنه مصاب بأمراض مزمنة تجعله لا يستطيع الاستمتاع بما لديه من مال!

- الصبر هو مفتاح النجاح في الحياة، الأمور لا تتحقق دائماً كما نرغب، ولكن الصبر والاستمرار في المحاولة يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية، ولقد دعا الله تعالى إلى الصبر والمصابرة في القرآن الكريم، فقال: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱصۡبِرُوا۟ وَصَابِرُوا۟ وَرَابِطُوا۟ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [آل عمران ٢٠٠].

- الدعاء أداة قوية لتغيير الواقع إذا صدق الإنسان في دعائه واستمر عليه، قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِیۤ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِی سَیَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ﴾ [غافر ٦٠].

نسأل الله أن يرزقك الصبر والإخلاص، والحياة الآمنة المطمئنة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً