الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعطيت ابني حافلة ليعمل عليها، فهل يلزمني شيء آخر نحوه؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا تاجر، لدي ابن عمره 17 سنة، كسول، وليس باراً، وقد قمت بتوظيفه في عدة أعمال، ولم ينجح فيها، وبعد ذلك أعطيته حافلة ليعمل عليها، ويعتمد على نفسه، فهل يلزمني له شيء آخر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقرّ أعيننا جميعًا بصلاح العيال.

لا يخفى عليك أن مسؤولية الوالد تجاه ولده كبيرة، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، وقد أسعدنا هذا السؤال الذي يدلّ على الحرصٍ على الخير، ورغبة في نفع الأبناء، والأبناء امتداد لعملٍ صالحٍ بعد أن نمضي إلى قبورنا، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممّن تطول أعمارهم وتحسن أعمالهم، وأن يجعل في هؤلاء الأبناء امتداداً لعمل صالح، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

بدايةً: نحب أن ننبه إلى أن ما يظهر من الكسل ربما يكون له علاقة بالمرحلة العمرية، ولكن نحن ندعوك إلى تحميل الولد مسؤوليات، والاجتهاد في وضعه مع رفقة صالحة، والاقتراب منه، فإن الأمر كما قال عمر: (لاعب ابنك سبعًا، وأدّبه سبعًا، واصحبه سبعًا)، هذه المرحلة نحتاج أن نصاحب فيها الأبناء، ليكونوا معنا وإلى جوارنا، وأرجو أن يجد منك التشجيع، ويجد منك أيضًا الفرصة للمشاورة والمحاورة والاستماع إليه وإعطاءه بعض المهام، وتشجيع الإنجاز الذي يحصل منه، حتى لو كان قليلاً، لننال بعد ذلك منه المزيد.

ولا تُشعره بأنه فاشل في كثير من الأعمال، بل أنت ستبحث حتى تصل معه إلى العمل الذي يُناسبه، ومرة أخرى: نحيي هذه الروح، وأنت بلا شك قمت بما عليك، ونتمنّى أن ينجح في هذا العمل الذي كُلِّف به أخيرًا، غير أننا نُذكّرُك وأنفسنا بأن مهمّتنا ورسالتنا تجاه أبنائنا لا تتوقف، ما دمنا على قيد هذه الحياة، والشباب في هذا الزمان بحاجة إلى كثير من النصح، لوجود مغريات وتحديات، وخير ضامن لذلك -بعد توفيق الله وحفظه- هو أن نربيهم على هذا الدّين، أن نربيهم على الصلاة والصلاح والطاعة لله تبارك وتعالى؛ فإن في ذلك عصمة لهم من السقوط، وفي ذلك نجاة لهم من بُليّات الطريق، من المشكلات التي يمكن أن تواجههم.

ولذلك أنت تجتهد في إصلاح دنياه، والبحث له عن عمل، هذا جيد وطيب، وعلينا أيضًا أن نجتهد قبل ذلك وبعد ذلك وبالاستمرار في أن تصلح لهم الآخرة، وأن يكونوا عبادًا مُطيعين لله تبارك وتعالى، حريصين على طاعته.

نسأل الله أن يُصلح لنا ولكم النيّة والذريّة، ونكرر لك الشكر على فكرة السؤال، وعلى الاهتمام، وعلى تكرار المحاولات مع الابن، وأرجو أن يجد - كما قلنا - التشجيع، حتى لو كان النجاح قليلاً، وسيأتيك بفضل ربنا الكبير المزيد من النجاح والمزيد من الفلاح.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً