الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف الانضباط الذاتي وكيفية علاجه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سيدي الكريم لقد وصلت -ولله الحمد- إلى درجة علمية جيدة، فسأنهي قريباً -إن شاء الله- الدبلوم في الطب، ولكني أحس بفراغ بعد انتهاء دراستي، وتراودني أفكار بأني فاشل في مهنتي، وأنها لا تصلح لي، ولكني لا أتقن غيرها، رغم كرهي لها، لذلك قل تديني وابتعدت عن طريق الله، فتراجعت دراستي، وزادت همومي، وأصبحت أكثر من اقتراف الذنوب، وخاصة على الإنترنت، ولكني دائماً أحس بالندم وبأن الله يرعاني، ولا يريدني أن أستمر على هذه الحال، ولكني تعبت، وأصبحت أحس أن حياتي تسير على غير هدى وبدون هدف، وأن كل أيامي سواسية، ولست أدري إلى متى سيبقى الله يقبلني؟ وإلى متى سأبقى على هذه الحال ولا أنحدر أكثر؟

أريد أن أتحسن وأن أكون مفيداً لنفسي وأهلي ومجتمعي، ولكني لا أدري كيف؟ رغم قراءاتي الكثيرة في مجال التخطيط والبرمجة، ولكن بدون أي نتيجة.

أفيدوني أفادكم الله، وليكن الكلام سهلاً بسيطاً عملياً، لكي يسهل علي تطبيقه.شكر الله لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Anas حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لا أرى أنك تُعاني من مرض نفسي، ربما يكون هنالك شعور بالإحباط ولكن العلة الأساسية هي تهاونك مع نفسك، بمعنى أن ضعف الانضباط الذاتي هو المشكلة الرئيسية لديك، وهذا يُعالج بالإرادة والعزم والتصميم، وعدم مساومة النفس ومجاراتها.

أنت إنسانٌ مكتمل الوعي والشعور والإدراك، ومسئول تماماً عن تصرفاتك، ولذا حين تقوم بأي فعل أو عمل لابد أن تعرف ما سوف ينتج عن هذا التصرف لأنك مسئول عن النتيجة والتبعات، فإن خيراً فخير وإن شراً فشر.
هذه المبادئ العامة تنطبق على كل فعل تقوم به.

القراءة عن التخطيط والبرمجة لا تُفيد إن لم يتبعها التنفيذ وكبح جماح النفس، وعليك أيضاً بالرفقة الصالحة، ففي ذلك ما يُعين على الخير بإذن الله تعالى، وما دام الإنترنت أصبح باباً من أبواب الشر واقتراف الذنوب فعليك أن تغلق هذا الباب.

أنت الآن أوشكت أن تكمل دراسة الطب، وهذا إنجازٌ عظيم، ويجب أن لا تنظر للمستقبل بتشاؤم، ولابد أن تكون أكثر إيجابية.

أرى أنه لا بأس بأن تتناول أحد الأدوية المزيلة للإحباط، مثل بروزاك، والجرعة هي كبسولة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ونسأل الله تعالى أن يجعل لك فيه خيراً كثيراً .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً