الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بتكرر مواقف حدثت في الطفولة

السؤال

أرى أموراً كأنها قد حدثت في الطفولة، ولا أعلم إن كانت حقيقة أم تخيلات! ألبس على عقلي لأني مكثت في غيبوبة عدة أيام في طفولتي، وتظل هذه التخيلات المشوشة البذيئة تطاردني، وتناولت بروزاك فزادني اكتئاباً. فما هو تفسير هذه الحالة في علم النفس؟ وما هو العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

يا أخي الفاضل! مثل هذه التخيلات التي تتميز بالتشويش، وأنها بذيئة المحتوى، ومرتبطة بفترة معينة، هي في غالب الظن نوع من الأفكار الوسواسية، ولا تعني أنها قد حدثت لك في مرحلة الطفولة، وأرجو أن لا تربطها بأنها كانت واقعاً حدث أثناء فترة الغيبوبة التي حدثت لك، فالأفكار الوسواسية كثيراً ما تكون مرتبطة بزمان معين أو مرحلة عمرية معينة، هذا هو التفسير العلمي لها.

وبما أنها أفكار وسواسية فأرجو أن تحقرها، وأن لا تتبعها مطلقاً، وأن لا تعطيها اهتماماً، وحاول أن تستبدل كل فترة بذيئة بالفكرة المضادة لها، وكرر هذه الفكرة الحميدة المضادة عدة مرات، حتى تثبت في عقلك وتفكيرك، وتستبدل الفكرة البذيئة.

البروزاك من الأدوية الجميلة والفعالة جداً لعلاج مثل هذه الحالات، ولكنه لم يناسبك، وهذا طبعاً ليس مستبعداً؛ لأن بعض الناس لا تناسبهم كل الأدوية، أو الأدوية التي تناسب الآخرين، وذلك بناء على أن التكوين الجيني مختلف من إنسان لإنسان.

وأرجو أن تنتقل إلى دواء آخر، والدواء الذي أرشحه هو فافرين حيث أن الفافرين من الأدوية الممتازة والفعالة جداً لعلاج الاكتئاب، وخاصة الوساوس أيضاً، وكل الأبحاث تدل على أنه الأفضل لعلاج الوساوس.

الجرعة المطلوبة هي :

50 مل ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ارفع هذه الجرعة بنفس المعدل، أي 50 مل كل أسبوعين، حتى تصل إلى جرعة 200 مل، وأرجو أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تبدأ في تخفيض الجرعة بواقع 50 مل كل شهر، ثم تتوقف عن العلاج.

وبعد بداية العلاج بشهر، أسأل الله تعالى أن تتحسن أحوالك، والآن في مثل هذه المدة يستفيد معظم المرضى، وتتحسن أحوالهم، وكذلك كما ذكرت لك سابقاً، عليك بتحقير مثل هذه الأفكار، وعليك بالتفاؤل، وأن تستبدل هذه الأفكار بأفكار أكثر إيجابية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً