الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الفشل في الدراسة وفي الحصول على عمل؟

السؤال

السلام عليكم..

مشكلتي باختصار:
كنت طالباً مجتهداً ومتفوقاً خلال سنوات دراستي، لكني تغيرت فجأة، وأصبحت طالباً مهملاً، كثير الغياب، وقد أثر هذا في دراستي الجامعية، ولم أنتبه حتى فصلت من الجامعة؛ بسبب تدني معدلي التراكمي، والآن أصبحت بلا شهادة، والغريب أنني فشلت حتى في الحصول على العمل، وبقيت الآن عاطلا، وحتى بلا مأوى.

أي باختصار: أصبحت مشرداً! علماً أنني مقيم في بلد غير بلدي، ولم يدر أهلي بحالي؛ لأنني أخجل من إخبارهم بالحقيقة، حيث أنهم يظنون أنني تخرجت وأعمل. والآن أنا حائر ماذا أفعل؟

لذا أرجو منكم توجيهي؛ عسى كلمة منكم تفيدني وتخرجني من هذا الجحر المظلم الذي أعيش فيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن اللجوء إلى الله والتوجه إليه بصدق، هو أول وأهم خطوات الخروج من الظلمات، فارفع أكف الضراعة إلى الله، وصل ركعتين بخشوع، ثم أسأل الله، فإن الذي يكشف البلوى هو الله، واعلم أن الفشل في الدراسة ليس هو نهاية المطاف، وتذكر أن كثيراً من المبدعين والناجحين في حياتهم العملية طردوا من قاعات الدراسة، وأغلقت في وجوههم أبوابها، لكن الرحيم سبحانه إذا أغلق باب على الإنسان فتح له أبوابا أخرى .

وأرجو أن تواجه حياتك بهمة عالية، واعلم أن كل نجاح يحتاج إلى تضحيات وكد وتعب، وما أحسن ما قاله الشاعر : -
وما نيل المطالب بالتمني ولكن ألق دلوك في الدلاء

فثق بربك، واعلم أن العسر لن يغلب يسرين، وأن الأمر إذا ضاق اتسع، فاعمل الأسباب، ثم توكل على الكريم الوهاب، ولا يخفي عليك المقولة العظيمة: (أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة).

فالأرزاق بيد الله، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته، فكن مطيعاً لله، وأبشر فإن الله يدافع عن الذين آمنوا، وأشغل نفسك بما خلقت لأجله، فإن الله سبحانه يقول في كتابه : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))[الذاريات:56].

ولا مانع من إخبار أهلك بالحقيقة؛ لأن ذلك أفضل من وصولها إليهم عن طريق غيرك، وأحسن الاعتذار له، واترك النظر إلى الوراء، ولا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا، ولكن قل قدر الله وما شاء الله فعل، وبذلك تسد الباب على الشيطان الذي همه أن: ((لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ))[المجادلة:10]، و(عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).

ونحن في الختام ننصحك بتقوى الله، وبالبعد عن المعاصي، فإن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه، واعلم أنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، وحسن معاملتك مع الناس ولا تحتقر أحداً منهم، ولا تضحك على من لم يحالفه الحظ؛ لأن الإنسان إذا سخر من إخوانه،لم يمت حتى يبتلى بمثل ما سخر به منهم.

وأرجو أن تشغل لسانك بذكر الله، وعمر قلبك بتوحيد الله، وعطر دارك بتلاوة كتاب الله، وانتظر الخير من الله.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً