الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإكثار من الظن السيء تجاه الزوجة .. مبرراته ونتائجه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
استشارتي لا تتحمل التأخير أرجوكم. أرجو منكم أن تبعثوا هذا السؤال للشيخ أحمد الفرجابي.

أحسن الله إليكم وبارك في علمك يا شيخ أحمد.
إن الظنون السيئة تراودني دائماً - وللأسف في زوجتي - دائماً أظن أنها تكلم غيري من البشر، دائماً أظن أنها تجلس مع الرجال الأجانب، دائماً أشك فيها أنها تتجمل لغيري، حتى أني كرهت ذلك وأصبحت لا أجلس معها كثيراً، لدرجة أني أتقصدها وآتي إلى البيت على فجأة؛ لعلي أن أكتشف شيئاً مما أظنه.

أنقذني - يا شيخ - مما أنا فيه أكاد أصبح مجنوناً مما أنا فيه!! ماذا أفعل؟ هل هناك حل تربوي؟ هل هناك علاج لهذه الحالة؟

أرجو الإجابة سريعاً بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاشق الحور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن الإسلام ينهى عن تتبع العورات، ويدعو لحسن الظن بالمسلمين والمسلمات، فكيف إذا كانت المقصودة هي شريكة العمر التي اخترتها من دون البنات، فتعوذ بالله من شيطان يوسوس بالشر ويغرس شجرة العداوات، ولا تشك بزوجتك فترمى لأجلك بالقاذورات، واتق الله واعلم أن من تتبع عورة أمرئ تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه في قعر داره، جزاء ما فعل من السيئات، وانتقاماً للبريئين والعفيفات.

وأرجو أن تعلم أن عدم جلوسك معها وتقصيرك في حقها هو الذي قد يدفعها للخيانات إذا لم تراقب رب الأرض والسماوات، وأرجو أن تعلم أن صيانتنا لأعراضنا تبدأ من محافظتنا على أعراض المسلمين والمسلمات، فاتق الله في نفسك وفي أهلك، وعلى مثل الشمس فاشهد ولا تتجسس على أهلك، فإن ذلك يحزنهم ويفسدهم.

وما ينبغي للمسلم أن يشك في زوجته أو غيرها؛ لأن الأصل هو السلامة، وإذا ظهر له ما يدل على خلاف ذلك فعليه أن يفعل ما يلي:

1- يحسن الظن بمن شك فيه ويتذكر ما مضى من الحسنات.

2- يضع نفسه في مكانها ويظن بنفسه الخير والمكرمات، قال تعالى: (( لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ))[النور:12].

3- يلتمس لها الأعذار فإن لم يجد يرجع ويقول لنفسه: لعل لها عذر في ذلك التصرف وأنا لا أعرفه.

4- يصطحب سيرتها القديمة ويتذكر المواقف التي تدل على حيائها وشرفها وكرم أصلها الذي دفعه لاختيارها.

5- يتوقف عن التجسس وتتبع العثرات، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك.

6- يقوم بواجبه في إعفاف أهله والمحافظة عليهم، ومعرفة أسباب الشرور والانحرافات.

7- يسد الأبواب الموصلة إلى الفتن، فيجعل علاقته مع الأخيار وتجاربه مع الأبرار الذين ينتقون الطيب من الكلمات والأخبار.

8- يحفظ حدود الله ليحفظه الله في نفسه وأهله.

9- يلتزم بالستر عليها إن أمسكها أو فارقها.

10- يبتعد عن مشاهدة القنوات ويبتعد عن المواقع المشبوهة في الإنترنت ويتعوذ بالله من شرور المجلات والسيئ من الإشاعات.

11- مجالسة الأخيار وتتبع أخبار الصالحين والصالحات.

12- الاهتمام بملاطفة الأهل ومؤانستهم وإدخال السرور عليهم .

13- الحرص على المكث في البيت إلا لحاجة أو عبادة.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً