الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لموظف في تأثره وإحباطه بغلظة مديره

السؤال

انتقلت إلى عمل جديد منذ بداية العام الحالي، حيث عينت مديراً لقسم المحاسبة في شركة كبيرة، ومسؤولي المباشر رئيس مجلس الإدارة الذي لم أختلط به كثيراً في الشهور الثلاثة الأولى، وقد بذلت جهوداً كبيرة في العمل في تلك الفترة امتدت بي للسهر حتى منتصف الليل لإنجاز الأعمال.

وقد كان المدير راضياً عني فقام بتثبيتي وزيادة راتبي، إلا أنه ونتيجة خلاف بسيط تسرع المدير في فهمه قام بإسماعي كلمات جارحة جداً وتكرر الأمر في مواقف أخرى، حيث كان لكلماته أثر مؤلم جداً، مثل: أنت محاسب! أنت لا تتعلم من أخطائك! عندما وجدت الكلام المشجع لا ينفع معك استخدمت الكلام القاسي!

أو أن يسمعني كلاماً قاسياً أمام طرف خارجي، وبدلاً من الحال التي كنت عليها مقبلاً على العمل واثقاً من نفسي أصبحت محبطاً جداً وغير واثق من قدرتي على الإدارة المالية، ومتخوفاً من أي إنجاز؛ خوفاً من اللوم في حال وجود الخطأ.

وبالرغم من أني تحدثت إلى المدير مباشرة حول هذه المواقف وأوضحت وجهة نظري، وتفهم ذلك وقال لي: أنا أحياناً أتعصب وأنت مثل ابني، يعني: لابد أن تتحمل والدك أحياناً؛ إلا أنني ما زلت مشلولاً وغير قادر على العمل، وأشعر بإحباط وفقدت الثقة بالنفس.

ماذا أفعل؟ الرجاء موافاتي بالإجابة بالسرعة القصوى للأهمية.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن عدم فهمك لنفسية هذا المدير وجهلك بطريقته في التعامل هو أساس ما حصل لك من ضيق، ونحن ننصحك بعدم إعطاء الموضوع أكبر من حجمه، ومن الضروري تحديد المشكلة وحصرها في إطارها الزماني والمكاني، حتى لا تؤثر على أدائك وحياتك، ومن الطبيعي أن تحصل مثل هذه المواقف حتى يتأقلم كل منكما على الآخر.

وأرجو أن تنزل هذا المدير منزلته، وتبين الخطوط الحمراء التي ينبغي ألا تتجاوزها، واحرص على مشاورة الزملاء والرجوع للمدير إذا لم تتبين لك بعض الأشياء.

وقد أنصفك من كافأك على الإحسان وغضب عند حصول الخلل والنقصان، مع أننا لا نوافق هذا المدير على ما حصل منه، لكننا نلتمس له الأعذار ونقدر كلماته ووضعه لنفسه موضع الأب، وهو في الحقيقة بمنزلة رفيعة، وليس منا من لم يوقر كبيرنا، وقد أمرنا أن ننزل الناس منازلهم.

ولا شك أن كلام المدير لك ينطوي على اعتذار لطيف تشم منه رائحة الصدق، فاجتهد في وضعه في مكانة الأب والعم اللذين يجب علينا أن نحترمهما ونصبر عليهما ونقدر دوافعهم الحقيقية وحرصهما على مصالحنا، وإن ظهر لنا خلاف ذلك، فإن العبرة بالنيات والمقاصد.

وأنت -ولله الحمد- على كفاءة عالية، والدليل على ذلك مكافأة المدير ورفعه لدرجتك، ولكل جواد كبوة، فتوجه لرب الأرض والسماء، واعرض ما يضايقك على الصالحين من الزملاء، واعرف للمدير قدره، وقدم له الاحترام والوفاء، وأخلص في عملك ولن يضرك وجود الأخطاء، فإن الذي يعمل ويجتهد لابد أن يخطئ، والعاقل يتعلم من أخطائه ومن أخطاء الآخرين.


وعليك بتقوى الله والإكثار من ذكره وشكره وحسن عبادته، عطر بيتك وحياتك بتلاوة كتابه.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً