الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس بخصوص القتل وأمور أخرى مزعجة

السؤال

أنا أعاني من وساوس شريرة منذ شهر، مثل القتل وأشياء أخرى لا أريد ذكرها، وأنا أنزعج منها جداً، فأنا إنسان مؤمن، وهذه الأفكار تزعجني، والذي يزعجني بأنني لا أستطيع أن أتكلم لأحد وهذا الكبت يزعجني أيضاً، أريد علاجاً لا يعتمد على الأدوية كثيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أيمن حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد،،،

فأخي هذا الذي ذكرته هو من صميم الأفكار القهرية الوسواسية، ومن فضل الله ونعمته أن صاحب الوساوس ذات الطابع الشرير لا ينفذها ولا يتبعها مطلقاً، والدراسات التي بين أيدينا تدل أن مرضى الوساوس هم أقل الناس تواجداً في ساحات الجريمة والمخالفات، وهذا من فضل الله، أعرف يا أخي أن هذه الأفكار متسلطة ومزعجة، عليك أن تتبع الآتي:

أولاً: أرجو أن تكتب هذه الأفكار في ورقة، ثم بعد ذلك تبدأ في تحليلها واحدة واحدة، قل مع نفسك أن هذه أفكار سخيفة وحقيرة وهي متسلطة علي ولن أتبعها، ابدأ بالفكرة الأولى ثم جد الفكرة المقابلة والمضادة لها، وركز على الفكرة المضادة، كررها أكثر من مرة، حاول أن تقنع نفسك أن الفكرة المضادة هي الفكرة السليمة وليست الفكرة الوسواسية، حاول هذا التمرين الذهني وستجد إن شاء الله فيه خيراً كثيراً، عليك بتكراره يومياً لمدة لا تقل عن نصف ساعة، ولابد أن تكون لك جلسات يومية مع نفسك لمدة أسبوعين على الأقل.

ثانياً: فكر في هذه الأفكار، ثم بعد ذلك فجأة قل لنفسك: قف، قف، هذه فكرة سخيفة، هذه فكرة سخيفة، كرر ذلك عدة مرات.

والتمرين الثالث هو: حين تأتيك الفكرة أو إذا لم تأتك يمكن أن تستجلبها وتفكر فيها بعمق، ثم بعد ذلك توقع الألم على نفسك، على سبيل المثال: عن طريق الضرب على يديك على جسم صلب حتى تتألم، أقرن الألم بالفكرة، هذا إن شاء الله يؤدي إلى إضعافها، هذه التجارب قائمة على أسس علمية صحيحة ولكنها تتطلب المواصلة وتتطلب أن يقتنع الإنسان بأنها علمية، هذه إن شاء الله أخي تمارين جيدة ومفيدة وفوق ذلك لابد أن تحقر الفكرة الوسواسية.

أنت قلت لا تريد الأدوية ولكن صدقني يا أخي أن الأدوية أيضاً مفيدة جدّاً، وهنالك أبحاث علمية كثيرة وواسعة ونحن الحمد لله ودون تزكية للنفس على اطلاع كامل بهذا الأمر، وكل ما يدور في المؤتمرات العلمية العالمية، يعتقد أخي الفاضل أن الوساوس ربما تكون لخلل بيولوجي في منطقة في وسط الدماغ، ويعتقد أن هنالك مادة تعرف باسم سيرتونين، هنالك شق منها يحدث فيه نوع من الخلل وبما أن هذا الخلل خلل بيولوجي لابد أن يصحح أيضاً كيميائياً، وهنا يكون للدواء الدور الفعال، الدواء الذي أفضله في مثل حالتك هو العقار الذي يعرف باسم بروزاك، بروزاك دواء جيد وفعّال وهو في الأصل مضاد للاكتئاب ولكن فعاليته ضد الوساوس مشهود بها وهي الحمد لله ساعدت الكثيرين، ابدأ به يا أخي على بركة الله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم - 20 مليجراماً - بعد الأكل لمدة شهر، ثم ارفع الدواء إلى كبسولتين في اليوم، واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عنها.

يتميز البروزاك بأنه دواء سليم وغير تعودي وغير إدماني ولا يؤدي إلى أي نوع من الخمول والتكاسل، وبجانب علاجه للوساوس هو أيضاً محسن للمزاج.
وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً