الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحلام مزعجة مع عدم استطاعة الحركة عند رؤيتها

السؤال

السلام عليكم، وبعد:
أنا جزائري أبلغ من العمر 31 سنة، أعاني من اضطراباتٍ في النوم (إن صح التصنيف) حيث أني كثيراً ما أرى أحلاماً مزعجة جداً في معناها الرمزي من حيث تأثيرها على نفسي كالشعور بالخوف الشديد، والتي محتواها عموماً:

خصومات، صراعات، قتال وملاحقات، (كثيراً ما تكون رمزياً أو تمثيلياً مع الشيطان الملعون) كما أصبح في الكثير منها مكبلاً لا أستطيع الحركة، رغم محاولاتي العديدة، كما أنني أكون خلال هذه الفترة أسعى إلى الاستيقاظ من النوم لقناعتي بأنه الحل الوحيد، إما بترديد عبارة تكون أول كلمة فيها اسم الجلالة تمثل " الله كافي، الله أكبر ...ونحوها" وأحاول الاستعانة بمن حولي في الغرفة أو المنزل -مع علمي الدقيق بأماكن نومهم- وإحساسي بمن بإمكانه نجدتي والوقت الذي يستغرقه أثناء القيام بذلك وكذا استيقاظهم وحديثهم فيما بينهم، وصولاً إلى إيقاظي من طرف أحد الحاضرين.

هذه باختصار مشكلتي، ولقد صممت على مراسلتكم بعد أن شاهدت شريطاً عن هذه الحالات، فأرجو أن تفيدوني بإرشاداتكم رعاكم الله.

مع العلم أن أبي يرى شيئاً من الأحلام المزعجة وأخي ذو 17 سنة يتلفظ ببعض الحركة والكلام أثناء النوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اضطرابات النوم تكثر وسط الذكور، وهي متعددة، منها: المشي أثناء النوم، والأحلام المزعجة، والحركة أثناء النوم، والكلام أثناء النوم، وهي بالطبع توجد في بعض الأسر.

إذن: لا نستطيع أن ننكر الجانب الوراثي فيها، ولكن لا نقول أن هذا الأمر على الإطلاق، حيث أن الوراثة ليست الحالة نفسها، إنما الاستعداد لها.

الذي يحدث لك بالطبع هو نوع من الأحلام المزعجة، والذي أنصح به أيها الأخ الكريم هو:
أولاً: أن تتجنب النوم في أثناء النهار؛ لأن النوم في أثناء النهار يقلل من كفاءة النوم الليلي، ومثل هذه الأحلام تحدث في المرحلة الثانية من النوم، حيث تتعطل فيها حركة العضلات، مما يجعلك لا تستطيع أو يتخيل لك أنك لا تستطيع الحركة في أثناء الحلم المزعج.

إذن: أنت محتاج لنومٍ عميق، وبجانب تجنب النوم النهاري من الضروري أن تمارس تمارين رياضية، ويفضل أن تكون هذه التمارين في فترة الصباح وليست المساء ما أمكن ذلك .

ثالثاً: لا تذهب إلى الفراش إلا إذا أحسست أن النوم سوف يأتيك.

رابعاً: حاول أن تكون مسترخياً جسدياً وغير مشغول البال ساعة أو ساعتين قبل النوم، وتجنب مشاهدة التلفاز خاصةً الأشياء المثيرة قبل النوم، ويمكن أن تقرأ في شيء بسيط، فهذا ربما يكون من الأشياء الجيدة، وعليك يا أخي بالطبع أن تكون حريصاً على أذكار النوم، فهي تساعد كثيراً.

هنالك طريقة تُفيد بعض الناس، وهي أن الإنسان حين يحلم ويستيقظ في نهاية الحلم يمكن أن يضع نهايات مختلفة أو نهايات سعيدة للحلم، وهذا أيضاً يؤدي إلى التدريب النفسي الداخلي الذي يقلل من هذه الأحلام أو يغير من محتواها .

هذه الطرق إن شاء الله ستفيدك كثيراً .

هنالك بعض العلاجات الدوائية التي تساعد أيضاً في تعميق النوم وإزالة مثل هذه الأحلام، فهنالك دواء يُعرف باسم أنافرانيل يمكن أن تتناوله بجرعة 25مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، لترى مدى فعاليته ومساعدته لك.

هنالك نقطة أخيرة، وهي تجنب تناول الطعام ليلاً بقدر المستطاع، فإذا كنت تتناول وجبة العشاء فيجب أن يكون ذلك مبكراً، ويجب أن لا تكون الوجبة من النوع الدسم؛ حيث أن الطعام الدسم يؤدي أيضاً إلى مثل هذه الأحلام المزعجة .
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً