الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعاناة من خوف شديد من مشروع التخرج .. نظرة نفسية وتربوية

السؤال

أنا طالبة حاسب آلي في السنة الأخيرة، من فترة بدأت تراودني وساوس تحولت فيما بعد إلى مخاوف من عدم قدرتي على إنجاز مشروع التخرج، فأنا لست واثقة من قدراتي، وأشعر أن السنوات الماضية التي اجتزتها بنجاح ما كانت إلا صدفة وحظا، وأن ضعف مستواي سوف يظهر أمام نفسي وأمام الجميع عند مواجهتي لمشروع التخرج الذي لن يكون سهلا وهينا.

مشكلتي الأساسية أنني بدأت أنهار قبل مواجهته! مع العلم أن معدلي التراكمي عال وممتاز، وكنت متفوقة في الثانوية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ل ن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخوف قد ينتاب الإنسان حين يكون مقدماً على مشروع هام وكبير مثل مشروع التخرج، ونحن نرى أن الخوف هو وليد القلق، والقلق يُعتبر طاقة نفسية ممتازة تزيد من حيوية وفعالية ونشاط الإنسان، وحتى قد ترفع من تركيزه وتجعله أكثر يقظة ليراجع ويستذكر الدروس بصورةٍ أفضل، لكن بالطبع إذا وصل القلق إلى مرحلة متقدمة أو شديدة ربما يؤدي إلى نوع من الخوف، والخوف ربما يؤدي إلى بعض السلبيات.

أؤكد لك أيتها الفاضلة أنك لست بمريضة، أنت حريصة لأن تتفوقي، لأنك أصلاً تعودتِ على التميز منذ الثانوية كما ذكرت، وهذا شيء يُحمد لك، ولكن في نفس الوقت لابد أن تعيدي خارطة التفكير لديك، قولي مع نفسك: أنا الحمد لله ممتازة وفعّالة فلماذا أخاف؟! وسوف يمتحن معي العشرات أو المئات من الناس، وحول العالم الآن يوجد الملايين من الطلاب الذين يقدمون على نفس مرحلتي.
أرجو أن تشعري بما يسمى بشعور العالمية وليس شعور الفردية، اشعري أن الآخرين يشاركونك هذا الشعور، فهذا إن شاء الله سوف يخفف كثيراً من قلقك.

أرجو أيضاً أن تتصوري الامتحان، اجلسي مع نفسك وتأملي أنك في وضع الامتحان، أو أنك تقومين بتحضير الرسالة أو مناقشتها أو كل متطلبات الامتحان، جربي هذا النوع من التفكير، ولا تهربي بفكرك حين تحسي بالقلق، تمعني فيه، فهو نوع من التدريب والترويض للنفس، ويساعد كثيراً.

أرجو أيضاً أن تذاكري مع مجموعة من الصديقات المتميزات، وهذا إن شاء الله سوف يعطيك أيضاً دافعية وشعور إيجابي.

وحتى نخفف عنك كثيراً أرى أنه من الأفضل لك أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة التي تزيل هذا القلق والخوف، ولست محتاجة لأدوية قوية أو شديدة من ناحية الفاعلية.
هنالك عقار يُعرف باسم (فلونكسول)، أرجو أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، تناولي هذا الدواء بمعدل حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفعي إلى حبة صباح ومساء لمدة شهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة لمدة شهر، وهذا هو المطلوب.

عليك أيضاً بتنظيم وقتك، وممارسة بعض التمارين الرياضة، وعليك أيضاً بالقيام بتمارين الاسترخاء، وذلك بأن تسترخي وتستلقي وتأخذي نفساً عميقاً، ثم بعد ذلك تعقبيه بالزفير وهو إخراج الهواء أيضاً بعمق وبطء.
كرري هذا التمرين، وسوف تجدي فيه فائدة كثيرة لك، وعليك بالثقة في الله أولاً ثم في نفسك ومقدراتك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً