الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل حفظ الود والصداقة بالرغم من الافتراق لغرض الدراسة

السؤال

السلام عليكم

أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع المتميز.

لدي صديق أحبه كثيراً ويحبني وأعتبره بمثابة أخي، ولكن شاءت الأقدار أن نفترق؛ حيث سأذهب خارج الوطن لبضع سنوات للدراسة، وهذا ما يجعلني أخشى من حدوث ضعف في علاقتنا، وأنا لا أريد أن يحصل هذا الشيء؛ لأني أحبه من أعماق قلبي.

فماذا أفعل لكي لا تضعف علاقتنا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdulah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فشكراً لك على هذا الوفاء، ومرحباً بشبابنا جيل العطاء، وهنيئاً لمن جعل حبه في الله وصدق في الولاء، وانتظر الفوز بظل الله يوم الجزاء، ونسأل الله أن يجمعنا في جنته مع خاتم الأنبياء، وفي زمرة الصديقين والصالحين والشهداء، ومرحباً بك في موقعك بين الإخوان والآباء.

ولا يخفى على أمثالك أن معرفة حقوق الأخوة ورعاية رابطة الصداقة من خصال الكرماء، وأرجو أن تحرصوا على استمرار صداقتكم على تقوى الله والتواصي بالحق، والصبر على مشاق الدعوة وصنوف البلاء، فإن أخاك أخاك من نصحك في دينك وبصرك بعيوبك وهداك إلى مراشدك، وعدوك عدوك من غرك ومناك.

ولا شك أن الإخلاص والصدق في الأخوة هو أكبر ضمانات استمرارها، فما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انفصل وانقطع.

ونحن نعيش في زمن سهلت فيه الاتصالات، وقربت فيه المسافات، وهذا كله يعين الصادقين على التواصي بالخير وإحياء الصداقات، فلا تقطع أخاك من الاتصال، واسأله عن صلاته وعبادته وسائر الأحوال، وذكره بطاعة الكبير المتعال، واعلم بأنك مأجور على صدقك والاتصال، فاقصد بعملك وجه الله ذي العزة والجلال، وابحث في غربتك عن أصدقاء فيهم الطيب من الخصال، فإن الإنسان لا يستغني عن صحبة الرجال، وما أعطى الإنسان بعد الإسلام أفضل من صديق صالح يذكره بالله إذا نسي، ويعينه على طاعة الله إن ذكر، كما أن الوحدة شر، وهي أفضل من جليس السوء.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وبالدعاء لأخيك وصديقك بظهر الغيب، وأبشر بقول الملك: (ولك مثل ذلك).

ونسأل الله أن يديم علاقتكما في طاعته، وأن يدخلنا في جنته إخواناً على سرر متقابلين.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً