الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبل التغلب على طبع الغضب

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

عندي مشكلة، وهي أنني أعاني من الغضب الشديد، ولكم حاولت مراراً وتكراراً أن أكظم غيظي، ولكن في أحيان أخرى لا أستطيع، فأغلب الأحوال يكون سبب غضبي هي أفعال لا ترضيني، أو أقوال من أناس ليس من المفروض أن يقولوها، فعلى سبيل المثال أنا أكره جداً أن يتكلم شخص في موضوع بدون علم أو معرفة؛ بمعنى أدق: يفتي بدون معرفة!

ولكن هذا الشخص لا يحب أن يبدو جاهلاً بين الناس، بالرغم من أن من قال لا أعلم فقد أفتى، مما يدفعني للغضب الشديد، وأحياناً يكون شخصاً قريباً لي ويرتكب هذه الأفعال التي تغضبني، وإذا شكوت إلى غيري فعله كنوع من فتح القلب؛ لأني أحياناً لا أستطيع أن أكتم في قلبي، فإنه يخبرني بأن أتجاوز وكأني لم أسمع كلامه على الإطلاق، ولكني لا أستطيع أن أنافق أحداً، وأن أخبره أنه شخص رائع في وجهه بينما ألعنه من ورائه.

فأرجو منكم أن تخبروني ما الحل في مشكلة غضبي السريع؟ علماً بأنني عندما أكتم في نفسي أصاب بإعياء وآلام نفسية، ولا أستطيع النوم أحياناً من كثرة التفكير.

وهل أنا مخطئ عندما لا أبين للشخص الذي أمامي غضبي منه؟ وعندما لا أنافقه بالابتسام في وجهه؟ حيث أنهم أحياناً يكونون أشخاصاً أكبر مني سناً، ولكن أهلي يخبروني بضرورة التعامل معهم بالحسنى، وأن أسايرهم، مما يزيد غضبي من أهلي لأني أرفض أن أكون ذا الوجهين.

أفيدوني أثابكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالغضب هو أحد المشاعر الإنسانية، ولكنه بالطبع قد يؤدي إلى الكثير من الصعوبات، وقد يؤدي كثيراً إلى ردة الفعلة النفسية السلبية، والغضب هو دائماً دليل على وجود قلق داخلي، أو يكون سمة من سمات الشخصية، أو يكون الإنسان يختزن في نفسه الأمور البسيطة حتى تتراكم وتتولد، وهذا يؤدي إلى هذا التفاعل المندفع والشديد.

أيها الأخ الفاضل: أول خطوة في علاج القلق، هي أن الإنسان يجب أن يعبر عن نفسه فيما يرضيه، خاصة الأمور البسيطة.

ثانياً: على الإنسان أن يسمع صوت عقله، بمعنى أن تقول لنفسك: لماذا أغضب؟ يجب ألا أغضب، هذه هي الحياة، أنا لا أستطيع أن أتحكم في الآخرين، أنا لا أستطيع أن أفرض قيمي عليهم، أسْمِع نفسك هذا الصوت بقوة، هذا أمر ضروري جدّاً.

أيضاً: العلاج السلوكي الذي ورد في السنة المطهرة هو من أعظم أنواع العلاجات، فحين تكون في مكان وأنت قد غضبت فغير هذا المجلس يا أخي، اذهب وتوضأ، صل ركعتين، وأسأل الله أن يوسع صدرك، وأن يفرج عليك، هذه أمور سلوكية عظيمة إذا اتبعناها لن نغضب إن شاء الله.

ثم – يا أخي – حاول وقل مع نفسك: إني سأوجه غضبي هذا إلى الحق، أغضب فيما يخص الأمة، أغضب في الظلم وهذه الأمور، فهذا غضب مشروع يا أخي.

أنت – يا أخي – أيضاً سوف تستفيد كثيراً من الرياضة، أي نوع من ممارسة الرياضة، الرياضة تفجر الطاقات الإيجابية وتمتص الطاقات السلبية ومنها الغضب، خاصة رياضة المشي والجري، أو الرياضة الجماعية مثل كرة القدم، أرجو أن تمارس هذا، وأنت الحمد لله في سن تتيح لك ذلك بكل سهولة.

شيء آخر: هنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، وأفضلها وأسلها هي تمارين التنفس، على سبيل المثال: اذهب في داخل الغرفة واجلس على كرسي أو على السرير واستلق، وقل: سأكون هادئاً مع نفسي، ثم أغمض عينيك وافتح فمك قليلاً، خذ نفساً عن طريق الأنف – وهذا النفس لابد أن يكون ببطء أيضاً – ثم بعد ذلك أمسك هذا الهواء في صدرك لمدة خمسة ثوانٍ، ثم أخرجه بنفس القوة والبطء، كرر هذا التمرين عدة مرات، هذا إن شاء الله يساعدك كثيراً.

أخي الفاضل: سأصف لك أيضاً علاجاً دوائياً بسيطاً حتى تكتمل الصورة العلاجية الكاملة، الدواء يعرف باسم موتيفال، وهو موجود -والحمد لله- في مصر وغير مكلف أبداً، ويمكن الحصول عليه دون وصفة طبية، خذ هذا الموتيفال بمعدل حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عنه.

أسأل الله لك الشفاء والتوفيق والسداد، وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً