الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ثقل في الرأس مع صداع ورعشة يد.

السؤال

السلام عليكم..

أشكر -أولاً- الشبكة الرائعة وجزاكم الله خير الجزاء.

مشكلتي أنني منذ ست سنوات وأنا أعاني أشد المعاناة من التفكير المستمر وثقل في الرأس لدرجة أنها شبه مشلولة، والأعراض الأخرى رعشة في يدي، خوف شديد لا أعرف له سبباً، صداع، زيادة في ضربات القلب، ارتخاء في عضلات الجسم بالكامل، لساني ثقل في الكلام من شدة الخوف.

أحس كأنني مخنوق، عدم تركيز، بعدت تماماً عن القراءة بسبب هذا المرض، نسيان باستمرار لدرجة فظيعة لا أعرف السبب.

وذلك للأسف سبب عندي هذا المرض ضعفاً في الحالة الجنسية لدرجة أنني أخاف أن أنزل منيا وأنا في أي مكان، مع العلم أنني أتعب جداً في رمضان بسبب موضوع تنزيل المني من كثرة التفكير لأنني خائف أن أنزل وأنا صائم.

أريد من سيادتكم أن أعرف ما هو اسم المرض الذي أعاني منه وما سببه؟ وأريد منكم العلاج؟ مع العلم أنني أخذت الاندرال أكثر من 3 سنوات، وضعف جسمي تماماً.

أرجو أن تصفوا لي علاجاً ليس له أية أعراض؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن الوصف الذي ورد في رسالتك نقول إن التشخيص الغالب على حالتك هو أنك تعاني من قلق ومخاوف، وهذه المخاوف تتميز بوجود ما يعرف بنوبات الهرع، أرجو – أيها الأخ الفاضل – ألا تنزعج لكل هذه المسميات فهي أمور بسيطة وكثيرة، ونشاهدها بصفة يومية خلال ممارستنا الطبية.

لا أعتقد أنك تعاني من صداع الشقيقة بمعناه المفهوم، فهذا الصداع الذي يحدث لك هو ناتج من القلق؛ لأن القلق يؤدي إلى نوع من الانكماش والتوتر العضلي، وهذا يظهر في شكل شد للعضلات مما ينتج عنه الألم.

لا شك أن هذه المخاوف أدخلتك أيضاً في هذا الخوف الوسواسي فيما يخص الحالة الجنسية، أخي أرجو أن تطمئن تماماً أن حالتك يمكن أن تعالج، وعليك أن تحاولي أن تستبدل كل الأفكار المرضية التي تنتابك بأفكار مضادة لها، وحاول أن تنمي هذه الأفكار المضادة، هذا -إن شاء الله- يساعدك كثيراً.

أخي: أيضاً أنت في حاجة لممارسة تمارين الاسترخاء، هنالك عدة أنواع من التمارين، هنالك تمرين بسيط لا يستغرق أكثر من خمس دقائق، وهو: عليك أن تسترخي وتستلقي في مكان هادئ وتفتح فمك قليلاً وتغمض عينيك ثم تأخذ نفساً عميقاً وبطيئاً وهذا هو الشهيق، املأ صدرك بالهواء، ثم اقبض على الهواء لمدة خمس ثوانٍ، ثم بعد ذلك أخرج الهواء وهذا هو الزفير، ولابد أن يكون إخراج الهواء أيضاً ببطء وقوة، يفضل أن يكون الشهيق عن طريق الأنف، ويكون الزفير عن طريق الفم، ويا حبذا أيضاً لو ملئت الصدر والبطن بالهواء، هذا -إن شاء الله- يكون عائده أكبر من الناحية النفسية العلاجية، وعليك أن تتأمل شيئاً طيباً، عليك أن تكرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات في كل جلسة بمعدل جلسة أو جلستين في اليوم.

يمكنك أيضاً أن تتحصل على أحد الأشرطة والكتيبات التي توضح كيفية القيام بهذه التمارين، هي مفيدة جدّاً إذا طبقها الإنسان بالصورة الصحيحة.

ثانياً: عليك أن تتناول أحد الأدوية النفسية التي سوف تساعدك كثيراً، الإندرال دواء لا أقول أنه غير مطلوب، هو دواء يمكن أن يكون فعّالاً في التحكم في ضربات القلب، كما أنه يفيد في ألم الرأس الشديد إذا كان من نوع الشقيقة، بالرغم من أني أرى أن النوع الذي تعاني منه ليس بشقيقة، إذن لا مانع أن تبدأ في تخفيض الإندرال بالتدرج ثم تتوقف عنه.

والدواء الذي أراه سوف يفيدك كثيراً هو عقار يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في الصباح بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، وهنالك دواء آخر يعرف باسم تفرانيل، أرجو أن تتناوله بجرعة 25 مليجراماً ليلاً، استمر عليه لمدة أربعة أشهر، أي استمر عليه لمدة شهر آخر بعد أن تتوقف من البروزاك.

هذه الأدوية -إن شاء الله- سوف تساعدك كثيراً في هذا القلق والتوتر والمخاوف والوساوس.

أرجو - يا أخي أيضاً – أن تمارس أي نوع من الرياضة متى ما أتيحت لك الفرصة لذلك.

أنا على ثقة -إن شاء الله- أن حالتك سوف تتحسن جدّاً باتباع الإرشادات السابقة وتناول الدواء المطلوب، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عادل

    مشكورين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً