هل تنصحوني بأن أخطب وأنا في هذا السن، وخصوصاً وأني طالب جامعي ولن أتخرج قبل 4 أو 5 سنوات، وأن البنت التي أريد خطبتها في بلد آخر وهي ابنة خالي، وأنا متردد ولكن أهلي موافقون ويباركون هذه الخطبة؛ لأنهم يحبون ابنة خالي ويثقون بتربيتها وأخلاقها، وأنا كذلك أرغب في خطبتها، لكني متردد بسبب بعد المسافة بيننا، وساعات أخجل من نفسي أن آخذ مصروفي من والدي وأكون خاطباً في نفس الوقت؟

بماذا تنصحوني؟ وهل تدخل الخطبة تحت قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، فهل تعتبر الخطبة خطوة في هذا الموضوع؟

وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فراس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الخطبة وعد بالزواج، ولا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ولن تجد أفضل من بنت الخالة المؤدبة، والخالة أم ومن أقرب الناس رحماً، وأرجو أن تستشير في الأمر والدتك لتفاتح أختها في الأمر، مع أننا لا نفضل طول فترة الخطبة؛ لأنها تجلب الملل وقد توقع في الزلل.

وإذا كانت الأسرة ميسورة الحال، فلا مانع من إتمام مراسيم الزواج، ولا مانع من أن يقوموا بالصرف عليكم حتى تكمل مشوارك العلمي، ثم تحاول تعويض أسرتك على معروفهم، وليت الآباء والأمهات أدركوا أن حاجة أبنائهم إلى العفاف لا تقل عن حاجتهم إلى الطعام والشراب.

ولا شك أن الخطبة خطوة في طريق الخير، لكن ربما كان فيها بعض التأثير على مستوى التحصيل بخلاف الزواج، الذي يجلب الاستقرار ويفجر الطاقات ويرفع همم الشباب والفتيات، ويشعر الدارس بعد زواجه بأهمية النجاح والتقدم، وذلك لأن الجميع ينتظرون نجاحه ويفرحون بفلاحه.

وحتى يحصل لك ما تتمنى نوصيك بتقوى الله وبالتمسك بآداب الشرع، واعلم بأن الله مع المتقين ييسر أمورهم ويدافع عنهم ويجلب لهم الأرزاق.

ونسأل الله أن يقدر الخير حيث كان ثم يرضيك به، وبالله التوفيق والسداد.