الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي شاب سمين وأصغر مني سناً

السؤال

أنا فتاة جامعية متوسطة الجمال من عائلة محافظة، وعلى خلق والحمد لله، تقدم لخطبتي شاب من نفس مستوانا الاجتماعي، وأهلي كانوا متفائلين به، ولكن لدي بعض الشكوك، أريد أن أسألكم بخصوصها:

أولاً: هو أصغر مني في العمر تقريباً بسنتين أو ثلاث، وأنهى الثانوية ويعمل بوظيفة إدارية لا بأس بها، وهو خلوق كما ظهر من سؤال الأهل عنه، وأهله جيدون، لكنه يسكن في منطقة تبعد ست ساعات بالسيارة عن منطقتي، وهو مدخن.
وأكثر ما جعلني أتردد هو أنه بدين، وقد شاهدته في النظرة الشرعية وشعرت أنه بدين بالنسبة لي ولعائلتي، وأمه تقول: إنه سيقلع عن التدخين، ويخفف ووزنه، والأم متمسكة بي مع أني أكبر من ولدها سناً، وهي تعلم، مما جعلني أشك أنه قد يكون في الأمر شيء ما.

في الحقيقة أنا جداً محتارة في قبوله أو رفضه، بين تأييد أهلي له، وحرص أمه، وخوفي من بدانته المفرطة، وصغر سنه، فهل البدانة تؤثر على الحياة الزوجية، وما تأثير السن؟

أرجو نصيحتي مشكورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن العبرة بصلاح دين الشاب وكمال أخلاقه، ثم بما انقدح في نفسك تجاهه من ميل أو نفور، والمطلوب هو وجود القبول والارتياح.
وإذا كانت أسرتك مرتاحة له ولأهله، فإن الخير في الارتباط به، وذلك لأنك لن تجدي شاباً بلا عيوب، لأنك غير خالية من العيوب، فحاولي النظر في الجوانب الإيجابية أولاً، واطلبي من محارمك أن يعرفوا أحواله وتقديره للمسئولية.

ولا يخفي على أمثالك أن الفتاة يمكن أن تجد شاباً متناسق الجسم، ولكنه سيء الأخلاق، ولذلك جعلت الشريعة المقياس الدين والأخلاق، فإذا كان الفتى مواظباً على الصلاة، وهو يسعى لترك الدخان، ومن أسرة طيبة ووظيفته لا بأس بها، فلا تترددي في القبول به بعد أن تصلي صلاة الاستخارة وتشاوري من حضرك من محارمك أهل الخبرة والدراية، ولا تطلقي حبال الظنون، واتركي التردد، وعلى مثل الشمس فاشهدي.

ولا تفهمي حرص الأم بهذا الفهم البعيد، ولا تحمليه ما لا يحتمل، فإذا كانت أمه مرتاحة لك وأهلك سألوا عن الفتى فوجدوه حسن السيرة والأخلاق، ولا أظن أن فارق العمر مشكلة وليس بذلك الفرق الكبير، وقد تزوج رسولنا البشير صلى الله عليه وسلم بخديجة وهي أكبر منه بخمسة عشر عاماً، وتزوج الفاروق عمر رضي الله عنه بأم كلثوم بنت علي رضي الله عنهم وكان يكبرها بنحو من خمسين سنة.

ويمكن أن تشجيعه مستقبلاً على تحفيف الوزن، علماً بأن وزنك سوف يزيد بعد الزواج، وعندها سوف يكون الفرق قليلاً أو معدوماً، وليس من شروط السعادة أن يكون الزوج نحيفاً، ولكن أساس السعادة في التقوى والإيمان، مع ضرورة إظهار المشاعر النبيلة والتفاهم في كل صغيرة وكبيرة، والإحاطة بالجوانب النفسية.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً