الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الأب تزويج ابنه خلافاً لإخوانه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
إذا كان هناك شاب يريد الزواج ووالده يرفض أن يذهب معه لخطبة أي فتاة، والشاب في حيرة من أمره، كيف يذهب لخطبة الفتاة ووالده ليس معه؟! علماً أن أهل بعض الفتيات يرفضون تزويج الشاب الذي لا يأتي والده معه.

قصة الشاب أن والده طلق والدته منذ كان طفلاً صغيراً وأعطاه لوالدته كي تقوم بتربيته، وهو لا ينفق عليه، ولا يريد أن يذهب معه لخطبة أي فتاة، وهو الآن عمره (26 سنة) ووالده ينفق على إخوانه من زوجته الأولى ويعطيهم من أمواله ويقوم بتزويجهم وإهدائهم المهور لزوجاتهم، وينفق على أعراسهم الأموال، وولده الذي من زوجته الثانية وهي التي طلقها هي والدة هذا الشاب الذي لا ينفق عليه، ولا يريد تزويجه، ولا يحبه أبداً.
في هذه الحالة ماذا يفعل الشاب وهو يريد الزواج ووالده يرفض أن يزوجه؟

وهل إذا ذهب الشاب ليخطب الفتاة يستطيع الأب أن يتبرأ من ولده؟! أرجو الرد على هذه الاستشارة ولكم جزيل الشكر والتقدير والعرفان، وجعلها الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن عم الرجل صنو أبيه، وخال الإنسان أقرب الناس إليه رحماً، وكل منهم يمكن أن يسد مكان الأب الذي لا يريد أن يذهب مع ولده، ولا يملك أحد على وجه الأرض أن يمنع رحمة الله من النزول أو يحول بين طالب العفاف وبين الزواج، فاحرص على احتمال والدك والتمس له الأعذار، ولا تفعل إلا ما فيه رضوان الواحد القهار، ومرحباً بك في موقعك وبين إخوان هم لك بمنزلة النصير والجار.

ولا شك أن هذا الوالد مقصر في عدم الاهتمام بك مثل إخوانك، فإن الشريعة أمرت بالعدل بين الأولاد، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) وسمى ذلك عدم العدل فقال: (فأشهد على هذا غيري فإني لا أشهد على جور) ومهما كانت أسباب الخلاف مع والدتك فلابد من أداء حقوقك كابن، ومع كل ما حصل فنحن ندعوك إلى بره والإحسان إليه والصبر عليه.

ولا داعي للتردد فإن أهل الزوجة سيعرفون أن والدك قد طلق الوالدة ولن يهمهم إلا صلاحك أنت وقدرتك على تحمل المسئولية، والوضوح في مثل هذه الأمور مهم ولا تخلو الأسر من مشاكل ولكن المطلوب هو حسن التعامل مع مشاكل الحياة، فلا توقف مشروع الخطبة والزواج لرفض والدك، وابحث عن من يذهب معك من الأهل والإخوة الكرام، ومن حقك أن تتعرف على أهل زوجتك ومن حقهم أن يتعرفوا عليك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبكثرة اللجوء إليه فإن مفاتيح الخير في يديه، وكن واثقاً من نفسك، واعلم أن الفتى من يقول هاأنذا وليس الفتى من يقول كان أبي، وقد أحسن من قال:

كن ابن من شئت واكتسب أدباً *** يغنيك محموده عن النسب

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً