الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مرض الذئبة الحمراء .. مظاهره وعلاجه

السؤال

أعاني من الذئبة الحمراء منذ سنة 1992 وآخذ لها العلاج، ولكنني أعاني من بقع داكنة في وجهي وبقع بيضاء بسبب الذئبة الحمراء، أرجو أن تقولوا لي هل من علاج لهذه البقع لكي يعود وجهي لوناً واحداً، أتمنى الرد وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فسوف نبدأ بالاختصار وبعده بالتفصيل، فباختصار:

للعلاج مما تقولين يجب الوقاية من الشمس، واستعمال الكورتيزونات على اختلاف أشكالها، ومركبات الكلوروكوين، والمتابعة مع طبيب ثقة، وبما أنك لم تذكري أي نوع من الذئبة الحمامية التي أصابتك، فعلينا أن نراجع الموضوع بشكل عام، ثم نختار منه ما يناسبنا من التفصيل التالي أدناه.

فالذئبة الحمامية Lupus erythematosus هي من أمراض النسيج الضام والتي هي أمراض مناعية ذاتية، والإصابة الرئيسية تكون في النسيج الضام، وتتصف بمظاهر جلدية أو جهازية ذات مظاهر جلدية، أي أن الذئبة الحمامية تكون إما الذئبة الحمامية الجهازية المترافقة مع مظاهر جلدية، أو الذئبة الحمامية القريصية ذات المظاهر الجلدية فقط، ويفترض أن عوامل وراثية وطفرات جسمية قد تساهم في الآلية المرضية، حيث توجد الجلوبولينات المناعية في الوصل البشروي الأدمي، والذئبة الحمامية القريصية (Dle) هي مرض ذو سير مزمن، يصيب الإناث أكثر من الذكور في أي عمر من الأعمار، لكن البالغين أكثر إصابة من الأطفال.

بداية الآفات قد تكون محرضة بعدة عوامل، مثل التوترات العصبية، الرض، الإنتان والتعرض الشديد لأشعة الشمس والـ Puva والأدوية مثل الايزونيازيد والجريزوفولفين.

وأما المظاهر السريرية فهي بقع واضحة الحدود مفرطة التقرن، متقشرة محمرة اللون موضعية ذات أحجام مختلفة، تظهر على المناطق المعرضة للشمس، خاصة الوجه واليدين والفروة، وتتصف الآفات بانسداد جرابي وقشور ملتصقة وانسداد تقرني تحت الأقنية الشعرية الدهنية المتوسعة، والانسداد الجرابي من الصفات المميزة، والآفة ذات سير مزمن، وتميل للشفاء مع ضمور وتندب وتغيرات صباغية.

آفات الفروة تؤدي إلى حاصة ضمورية مسيطرة، كما أن توسع الشعريات مظهر شائع وتبدي الآفات عادة فرط تصبغ في الحواف.

وأما التشخيص فالمرض ذو مظاهر سريرية ومخبرية وتشريحية مرضية مميزة، يميزها الطبيب المتابع للحالة سريريا، وأما الموجودات المخبرية فهي:

- نقص الكريات البيض.

- نقص الصفيحات.

- الإيجابية الكاذبة البيولوجية للأفرنجي قد تكون إيجابية.

- خلايا LE سلبية عادة.

ويجب أولاً تمييز الذئبة الحمامية القرصية عن الذئبة الحمامية الجهازية فالـ Dle قد يصبح منتشراً ليصيب مناطق واسعة من الجلد ويشبه الـ" Sle" لكن بدون إصابة جهازية للأعضاء الداخلية وعادة يبدي خلية LE سلبية.

كما ويجب تفريقها ثانياً عن الاندفاع الصباغي عديد الأشكال، حيث تكون الآفات أكثر سطحية، والتندب قليلاً إذا ما حدث، والمرض ذو سير أقصر من (Dle).

ويجب ثالثاً تفريقها عن التهاب الجلد الدهني، حيث الأماكن المصابة هي المناطق الدهنية، والآفة الجلدية هي بقع محدودة الحواف دهنية متقشرة والشفاء بدون تندب أو ضمور.

وأخيراً: يجب تفريقها عن الصداف حيث البقع الجافة الفضية المتقشرة لا تبدي ضموراً ولاتندباً.

وأما من ناحية المعالجة للذئبة القرصية، فالوقاية ضرورية جداً ويجب حماية المريض من التعرض المباشر لأشعة الشمس باستخدام واقيات الشمس المناسبة، ويجب التنبيه إلى أن الحرارة والبرودة الشديدة قد تؤدي إلى تفاقم الآفات الموجودة سابقاً.

ومن أهم العلاجات الفعالة الستيرويدات أو الكورتيزونات الموضعية أو الفموية، وكذلك مركبات الكلوروكوين والتي لا تعطى إلا تحت إشراف طبي ولذلك لن نتطرق إلى تفاصيلها.

وأما الذئبة الحمامية الجهازية (Systemic lupus erythematosus) فهو مرض من أمراض النسيج الضام ذو استعداد عائلي وسوء وظيفة مناعية شديدة، يتصف المرض بإصابة عديدة للأجهزة، وقد تصيب أي عمر خاصة البالغات من الإناث، وأما المظاهر السريرية فهي عامة أو جلدية أو جهازية، فالمظاهر السريرية العامة هي لها أعراض مهمة مثل حمى خفيفة الدرجة، متقطعة، ألم بطني وصدري، ضعف، تعب وألم مفصلي، وهذه الأعراض قد تستمر لفترة طويلة قبل ظهور الآفة الجلدية أو لاتترافق مع أي مظهر جلدي آخر.

وأما المظاهر الجلدية فيبدأ الاندفاع عادة في الأجزاء من الجلد الأكثر تعرضاً لأشعة الشمس، ويتظاهر الطفح الجلدي بلطخات فرفريه حمامية (حمراء) وتوسع الشعريات الدموية.

وتظهر الآفة الجلدية في حوالي نصف الحالات بشكل آفات غامقة سطحية على المناطق المعرضة للشمس، خاصة الوجه الذي يعطيها منظر الفراشة، وقد تكون الآفات وحيدة الجانب لكن عادة ثنائية الجانب ومتناظرة، ويوجد عادة ضمور في الآفات مشابها لتلك الموجودة في الـDle والفرفريات مظهر شائع للـ Sle .

وأما المظاهر الجهازية فهي:

- الحمى والتي تكون عادة من النمط المتقطع.

- الألم البطنـي والصدري مهـم يتعلـق بإصـابـة الأعضاء الداخلية.

- التتغيرات دموية تشمل نقص الكريات البيض، فقر دم ونقص الصفيحات، وهذا ناجم عن تثبط نقي العظام.

وأما إصابة المفاصل فتكون متعددة وناجمة عن إصابة الأغشية المصلية والزليلية والتهاب المفاصل.

وأما إصابة الكلية فتتمثل بالبيلة الدموية، وبيلة البومينية ضعيفة، فرط التوتر الشرياني ووذمة تنجم عن تسمك الشعريات الكبية مع تنخر موضعي يعرف باسم آفة عقدة الخيط.

وهناك تغيرات قلبية وتغيرات ومظاهر عصبية.

ونرجو أن نكون من خلال هذا العرض المختصر قد أوصلنا المعلومات اللازمة للتشخيص والوقاية والعلاج، ونذكر بأن ما بعد الالتهاب من آثار تتفاوت درجته من حيث الشدة ومن حيث الاستجابة للعلاج، ومع ذلك يجب الاستمرار على العلاج الوقائي والعلاجي.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً