الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت فتاة فرفض أهلي الزواج بها.

السؤال

السلام عليكم..


أنا شاب موظف أبلغ من العمر 31 سنة، وأتمنى أن أتزوج بزوجة صالحة، وبعد البحث المضني وجدت فتاةً بها أغلب الأوصاف التي أريدها، وبعد أن أخبرت والدي ولأول مرة أتحدث معهم في هذا الموضوع وأخبرتهم كذلك بلقاء أب البنت، فإذا بي أجدهم غير قابلين أسرة الفتاة بدعوى أنهم ضعيفة الحال أي أنهم ليسوا من مستوانا الطبقي، وهم يريدونني أن أتزوج من أسرة ذات مال ونسب وأسرة غنية شيئاً ما.

فماذا سأفعل؟ هل سأتبع أمر أسرتي وأتخلى عن الفتاة أم أني أدبر الأمر لوحدي وأخالفهم الرأي ؟ - وأنا لا أقدر أن أوخر الزواج - وأتحمل العواقب حسب زعمهم. وأنا أخاف أن أفعل ذلك ويهينونني ويعاملونني بالسوء.

فمن فضلكم ساعدوني، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Farah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن بعض الشباب يخطئ عندما يتقدم في مشواره العاطفي ويتوسع في علاقاته دون أن يخبر والديه وأسرته، وليت كل شاب علم أن الآباء والأمهات هم أسعد الناس بدخول أولادهم القفص الذهبي كما يقولون، بل ربما وجد فيهم من يجهز لأولاده زوجة المستقبل، ولذلك ما ينبغي أن نستغرب إذا رفضوا من تختار وأرجو أن تلتمس لهم الأعذار.

وإذا كانت الفتاة صالحة ومن أسرة طاهرة فأرجو أن تجتهد في إقناعهم وتطلب وساطة ومساعدة العقلاء من أهلك والفضلاء العلماء من معارفكم، واجتهد في بر والديك واطلب رضاهم واحرص على الفوز بدعواتهم.

وكم تمنينا أن يدرك الآباء أن (الأرواح جنود مجندة، وأن ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، وأن مسألة الزواج تقوم على القبول والرضى، وأن الآباء والأمهات يمكن أن يشتروا لأولادهم ثياباً أو طعاماً لكنهم قد لا يكونوا موفقين في اختيار شريك العمر؛ لأن وجهات النظر مختلفة، وربما يرى إنسان امرأة جميلة جداً في حين أن الآخرين يرونها عادية، وقد تكون الفتاة التي يختارونها جميلة ولكن الشاب لا يراها كذلك ولا يجد في نفسه ميلاً إليها، كما نتمنى أن تكون عند الشباب مرونة في التعامل في مثل هذه المشاكل، وحبذا لو حرصوا على اختيار المرأة التي ترضاها لأن في ذلك عوناً له على أداء الحقوق ورعاية الواجبات.

وأرجو أن تستخير وتستشير ثم تتوجه إلى المدبر القدير، فإنه يجلب الخير ويسهل العسير، ومرحباً بك في موقعك ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

والله ولي التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً