الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلق إحدى الطالبات بمعلمتها مع قصر فترة التعارف

السؤال

أنا طالبةٌ في الكلية، متزوجة وعندي بنت، عندما ذهبت للتطبيق العملي في إحدى المدارس المتوسطة، فوجئت بإحدى الطالبات التي درستهن وقد كانت مشاغبة وهي تبلغ من العمر 20 سنة، بعد ذلك تعلقت بي تعلقاً شديداً، وأصبحت تأتي لتحدثني في كل وقت، وأنا أحاول منعها بأدبٍ حتى لا أتعرض للإحراج من المراقبات أو المعلمات، وكانت تحضر لي هدايا ورسائل معطرة، وكلما خرجت من مكاني وجدتها تتلصص وتحاول النظر إلي وتخرج من الحصص لتمرّ من أمامي وتنظر إلي، أحسست أنها تعاني من فراغ عاطفي مما أدى بها إلى هذا الفعل، وهي في مثل هذا العمر، وقد نصحتها بأن هذه الحركات لا تليق لكنها لم تستمع إلي، تشاجرت أكثر من مرة مع المعلمات بسبب أنها تأتي إلي، فهي معروفة بين المعلمات بمشاكلها وكثرة مشاجراتها مع الطالبات والمعلمات، لكن الذي لا يعرفنه أنها فتاة حساسة ورقيقة، رغم أنها ترد على كل من يتكلم عليها وبقوة، ولا يهمها إن كتبوا لها تعهد أو حتى فُصلت من المدرسة، فهي لا تحب الدراسة ولكن أمها تجبرها على ذلك، ومن خلال حديثي معها اكتشفت أنها غير ملتزمة بتاتاً، لا بالحجاب ولا باللبس الشرعي ولا بقصات الشعر، وهي تفتخر بذلك حيث تعتبر الالتزام بالحجاب والملابس المحتشمة عادات وتقاليد، فقد كانت تسكن خارج المملكة في بلد خليجي غير ملتزم.

وكانت المدة التي قضيناها في المدرسة أسبوعين فقط، لكنها أحبتني حباً شديداً، وقد حاولت المراقبات منعها من الحديث معي، فأعطتني رقم هاتفها، وكلمتها، لأنني أريد مساعدتها وإنقاذها مما هي فيه من الضياع.

هل ما فعلته صواب؟ وكيف يمكن أن أنصحها بأسلوب متدرج؟ هل أخرج معها إلى أماكن عامة وأهديها أشرطة وأكلمها بشكل مستمر؟ أم أبتعد عنها وأحذر منها، خاصة وأنها قلت مكالماتها لي لشدة تحفظي في الحديث معها، ولأنها لا تستطيع الاتصال بي مباشرة مع أنها في البداية كانت تفعل المستحيل لكي تراني أو تحدثني؟

أنا محتارة جداً، ساعدوني وجزاكم الله خيراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة الفاضلة/ أم إبراهيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن هذه الفتاة فعلاً تعاني من فراغ عاطفي، وفي نفس الوقت فطرة غير سوية ومنحرفة، حيث تتوجه فيها العواطف والمشاعر تجاه نفس الجنس، وهذا مرضٌ ينتشر بين بعض الفتيات، وكذلك بعض الشباب، إذ تعجب الفتاة بفتاة مثلها أو بمدرستها أو غيرها، وقد يتطور الأمر إلى ممارسة تصرفات شاذة وعلاقات جنسية محرمة، ويرجع سبب هذا التعلق والإعجاب إلى الكبت العاطفي والجنسي الذي تعاني منه الفتاة في هذه السن التي تتصاعد فيها العواطف والغرائز إلى أعلى مستوى، وبدلاً من أن تسير هذه العلاقة وذلك الإعجاب في السير الطبيعي الذي حدده الله لعباده بين الذكر والأنثى إذ به يتحول إلى علاقة مثلية بين الأنثى والأنثى والشاب والشاب، وهكذا.
ولا حل أفضل في مثل هذه الحالة من الزواج السريع؛ حيث غالباً ما يتحول هذا الحب المحرم إلى أثر بعد عين وسرابٍ بعد ماء.

لذا أنصح بأن لا مانع من مقابلة الفتاة والاستماع إلى مشكلتها، ومحاولة مساعدتها بوضع برنامج روحي أو عقلي أو قلبي يستغرق فراغها، ويشغلها بشيء مفيد نافع، وذلك كحفظ القرآن أو قراءة بعض كتب السيرة والتاريخ والأدب، أو رسم المناظر الطبيعية الغير محرمة، أو نظم الشعر، أو بعض التمرينات الرياضية النسوية، مع مساعدتها في الدراسة، وغرس محبتها في نفسها، وإشعارها بأهمية دورها في الحياة، ولا مانع من التعرف إلى أمها أو إحدى أخواتها الكبار لمساعدتك في علاجها وردها إلى الصراط المستقيم والحياة الطبيعية بدلاً مما هي فيه الآن، واعلمي أن (الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، وأن من نفّس عن مؤمنٍ كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة).
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد، وقبول الأعمال، وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً