الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل إصابة الأم بسرطان الثدي يزيد من احتمال إصابة ابنتها به؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
إخوانى القائمين على قسم الاستشارات بارك الله فيكم ونفعكم ونفع بكم.

أريد أن أستفسر عن سرطان الثدي، فأنا أريد خطبة فتاة عمرها 16 عاماً، وأمها أجرت عملية لاستئصال الثدي لإصابتها بسرطان الثدي، وكذلك استئصال شيء من تحت الإبط لا أعلم أهو ورم آخر أم غدة تم استئصالها.
والسؤال هو:
هل كل أمّ أصيبت بسرطان الثدي تزيد نسبة احتمال إصابة ابنتها بسرطان الثدي كبيرة، أو نتيجة حتمية؟! خاصة أن خالة الأم أجرت هي الأخرى عملية لاستئصال ورم حميد في الظهر خلف الكتف.

سؤال أخير: هل السيدة التي تصاب بسرطان الثدي في الغالب أنها تموت خلال خمس سنوات من إجراء عملية استئصال الثدي؟! أم من الممكن أن تعيش بعد هذه المدة -وإن كانت تعيش بصحة غير جيدة-؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالنسبة لسؤالك عن الوراثة مع سرطان الثدي فأصبح من المعروف أن ما نسبته بين ( 5% الى10% ) من سرطان الثدي وراثي، نتيجة نقص الجين المسمى (Brca1,أو Brca2 )، وهذا الجين هو الذي يصنع البروتين الذي يمنع الخلايا من التكاثر بصورة غير طبيعية، وهنالك أيضاً الاستعداد العائلي الذي يزيد من فرصة الإصابة بسرطان الثدي، كأن يكون هناك أم أو أخت مصابة بسرطان الثدي أو القولون أو المبيض مما يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، وإذا كان هنالك فردان أو أكثر مصابان في العائلة، فإن ذلك يزيد من فرص الإصابة، ولكن مجرد وجود فرد مصاب في العائلة، فهذا لا يعني أنه وراثي في أفراد هذه العائلة، فمعظم الناس الذين لديهم تاريخ عائلي مع سرطان الثدي لا يحملون نقصاً في الجينات التي ذكرناها.

ثم إنه ليس كل سرطان ثدي ينتج عنه استئصال للثدي، فإن ذلك يعتمد أساساً على المرحلة التي اكتشف فيها المرض، فإذا اكتشف في مرحلة مبكرة، فقد يقف الأمر عند إزالة الورم فقط دون استئصال الثدي، وكذلك فرص الحياة بعد استئصاله، وكلما اكتشف الورم مبكراً كلما كانت فرص النجاة أفضل، وقد تتعدى الخمس سنوات بكثير، فهذه أعمار مكتوبة من قبل أن يولد الإنسان ليست مرهونة بمرض أو أي عارض، وذلك مصداق قوله تعالى: ((فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ))[الأعراف:34].

وبالنسبة للحالة التي يسأل عنها الأخ، فالأم مصابة بالمرض وغالباً أن الخالة غير مصابة، لأنه ورم حميد كما قال في الظهر، وهذا لا علاقة له بسرطان الثدي، وعليه فإن فرص أن تصاب البنت موجودة ولكن ليس في هذه السن المبكرة، وعليها فقط أن تفحص ثدييها مبكراً بعد انتهاء كل عادة شهرية، ثم بعد سن الـ 35 سنة عليها عمل أشعة سنوية على الثدي وهو ما يسمى (Mammogram ).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً