الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج حب الشباب وسواد تحت العينين

السؤال

السلام عليكم.
أعاني من حب الشباب منذ ثلاث سنوات، غير أنه خلال العطلة الصيفية قل حب الشباب بشكل كبير، ومع بداية الدراسة إلى الآن تدفق المرض بشكل كبير.

وأيضاً أعاني من سواد تحت العينين أظنه من كثرة الكريمات التي أستعملها: ديفرين وريتن إيه.
فبماذا تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ S.b حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولاً حب الشباب:

كثير ممن هم في سن الشباب ينسون أن حب الشباب يصاحب سن الشباب، ويلازم شبابهم إن لم يعالج، ومن المتوقع أن يكون هناك أثر من آثار حب الشباب على مدى فترة الشباب، يزيد وينقص من فترة لأخرى ومن حين لآخر، حسب الظروف المتعددة التي تتحكم في إحداث أو إثارة حب الشباب، والتي منها الهرمونات والحالة النفسية والغذائية والعائلية والجرثومية وغيرها.

ومن كلامك يبدو أن الحالة النفسية بعد ابتداء الدراسة قد تأثرت، ولو كان هذا التأثر انفعالاً أو طموحاً، فهذا الانفعال قد يؤدي وبشكل متفاوت إلى شيء من عدم استقرار حب الشباب، ولا تنس أن العطلة الصيفية كانت تعطيك الفرصة للراحة من جهة، وللعناية من جهة أخرى.

ننصح بمتابعة حب الشباب حسب مراحله، ونذكر بأنه في كل الحالات يفضل عدم اللعب بالبثور، وعدم عصرها أو فركها أو دلكها أو سحجها؛ وذلك حتى نتجنب التقيح والانتشار والندبات.

وأما بالنسبة لشدة المرض فيمكن تقسيم المرض إلى خفيف، ومتوسط، وشديد، وهناك تصنيفات حسب نوع الاندفاعات الجلدية (بثرة - زيوانة - كيسة).

- في الحالات الخفيفة يكفي الغسل المتكرر بالماء الفاتر والصابون، ثم بالماء البارد، وعدد مرات الغسيل يحكمه شدة الدهون التي تغطي البشرة.


- في الحالات المتوسطة والتي فيها بثور قليلة استعمال المضادات الحيوية الموضعية (مثل الكليندامايسين)، ويفضل أن تكون سائلة وليست على شكل مرهم، حتى لا تمنع تصريف الإفرازات الدهنية من مصارفها الطبيعية.

- وأما في الحالات المتوسطة التي لا تسجيب لما ذكر، يمكن استعمال المضادات الحيوية الجهازية (بالفم)، بالإضافة إلى العلاج المحافظ الموضعي والعناية العامة.

- وأما في الحالات الشديدة أو المعندة أو الكيسية أو المشوهة أو المؤثرة على الحالة النفسية، يمكن استعمال مستحضر الرواكيوتين (ايزوتريتينوين)، ولكن تحت إشراف طبي متخصص، وإجراء بعض التحاليل الدموية، علماً أن الدورة العلاجية يجب أن يتمم فيها المريض الجرعة إلى 120 مغ لكل كيلو غرام، وغالباً ما يكون هذا كافياً مدى الحياة، عدا بعض الاستثناءات.

- ويفضل التريتينوين في حالة الزيوانات، والمضادات الحيوية في حالة التقيح والبثور، والروأكيوتين في حالة الكيسات، والهرمونات ومنظماتها عند وجود اضطراب بها (خاصة للإناث).

- لإزالة اللون الأحمر المتبقي يمكن الاستفادة من العلاج بالليزر الوعائي إن استطب ذلك.

وعلينا أن نذكر بأن الحالة النفسية قد تزيد من حدة البثرات عند بعض المرضى، وبأن تناول الحلويات والسكريات قد يزيد من حدة البثرات عند بعض المرضى، ولو أن التجارب في ذلك متضاربة بين مؤيد ومعارض، والأفضل الاعتدال والتجريب بشكل شخصي.

ثانياً: الاسوداد تحت العينين:

قد يكون ناجماً عن استعمال أدوية موضعية محدثة للأكزيما، ولكن هذا لا يكفي، بل علينا أن نفكر بعمق أكثر؛ لأن هذه التظاهرة قد يكون سببها أشياء عديدة، وبالتالي يجب أن نتأكد من عدم وجود الأكزيما البنيوية، والتي تتظاهر باندفاعات حاكة ناكسة تأخذ توزعاً وصفياً، (أي: واصفاً للمرض) في الطويات لكل من الأطراف العلوية والسفلية، وتكون في مرحلتها الحادة نازة ومحمرة، وبعد أن تجف أو تخف تبدأ بالاسوداد، وقد يصاحبها جفاف جلد أو يصاحبها حالات تحسسية أخرى مثل الربو أو الشرى، أو تتظاهر بشكل وسمي (أي: واسم للمرض) على شكل تصبغات حول أو تحت العينين.

وعلاجها بشكل عام: هو الوقاية وتجنب العوامل المهيجة للأكزيما، مثل الصوابين والمحسسات الأخرى التي يمكن أن تكون طيارة، (أي تطير كالرذاذ ولا نميزها في الجو أو زغب ريش الطيور أو غبار الطلع وهكذا) وتعالج بالمرطبات للبشرة عند اللزوم.
أما مستحضرات الكورتيزون، فلا نصفها قبل معاينة الحالة وتشخيصها، ويجب أن تكون على شكل كريم، ومن الأنواع الخفيفة ولا نستعمله لفترة طويلة إلا تحت إشراف الطبيب.

ومن جهة أخرى: فقد يكون هذا الاسوداد ناجماً عن توزع عائلي (أي يزيد عند بعض العائلات)، وأحياناً: هناك توزع عرقي (أي يزيد عند بعض العروق خاصة العرق الأسود أو الأسمر)، وهناك أسباب أخرى كالكلف وما يتلو العطور من تصبغات، وما بعد الأذيات الجلدية أو تصبغ ما حول العينين بسبب الإرهاق والسهر.

وأما لعلاج الاسوداد حول العينين:

- فالغاية الأولى هي معرفة السبب وتجنبه، وأما الغاية الثانية من العلاج فهي غاية تجميلية وليست ضرورة طبية؛ لأن هذا الأمر متعلق بالشكل والجمال وليس بالمرض أوالمضاعفات.

- كما يفضل تجنب التعرض للشمس لأنها تحرض على تشكيل الصباغ في الجلد، أما إن كان هناك ضرورة للتعرض فباستعمال واقيات الضياء مثل أكسيد الزنك أو الـ (بابا) 15% فما فوق، وعلينا أن ننتبه ألا يكون مسبباً للحساسية لمن يدهنه، ويفضل استعمال واقيات الضياء قبل الخروج صباحاً وقبل العودة ظهراً، وعدم فرك الموضع وعدم تهييجه.

- تناول فيتامين ث (C ) ومضادات الأكسدة، أو حتى استعمالها موضعيا.

- هناك بعض المواد القاصرة (مركبات الإلدوكين 2% أو 4% تدهن مساء مع الدلك اللطيف) تستعمل لمدة شهرين أو أحياناً أكثر، ويجب أن تطبق فقط على البقع السمراء، ويجب الانتباه إلى أن الإفراط في استعمالها قد يؤدي إلى نقص اللون في الجلد (ويلاحظ أن 2% أقل فاعلية وأكثر احتمالا ًوالعكس 4% أكثر فاعلية وأقل احتمالاً)، ويفضل ألا يزيد التركيز عن 2% حول العين.

- ويمكن استعمال مستحضرات الريتنويدز والتي تحدث تقشيراً تدريجياً يؤدي إلى تحسين المنظر العام للبقع، ولكن يجب استعماله لدورات عديدة، الدورة فيها لا تقل عن 6 أسابيع، وهناك مستحضرات خاصة لهذا الموضع مثل ريتينوكس الخاص بما حول العين، وهنا نود أن ننوه إلى أن هذه المستحضرات قد تسبب شيئاً من الهياج في المنطقة، والذي بدوره قد يترك أثراً مؤقتاً قد يظنه البعض تصبغاً سيطول.

التقشير الكيميائي بيد الطبيب المختص، وذلك باستعمال (تي سي أي)، والذي لا يستعمل عند أصحاب البشرة السمراء، أو مادة (الفا هيدروكسي أسيد)، ويترك للطبيب الفاحص المعالج اختيار المادة والتركيز، لأنها ليست من الإجراءات البسيطة خاصة حول العين.

- وقد يفيد استعمال صابون سائل يحوي مادة (الفا هيدروكسي أسيد) بتركيز خفيف أو متوسط لا يزيد عن (9%)، وذلك بغسل الموضع مرة مساء كل يوم لمدة دقائق، يتلوها دهان (فيدينغ لوشن) بحذر؛ لأن الموضع حساس وقابل للتهيج.

- من جهة أخرى: فإن هذه المستحضرات سابقة الذكر -ولأنها تعتبر من المقشرات- يجب استعمال الواقيات من الشمس بشكل متواقت معها، وذلك لأن التقشير يرقق البشرة ويجعلها أكثر عرضة للتصبغ إن تعرضت للشمس.

- هناك بعض المساحيق مثل كريم الأساس الذي يغطي البقع دون أن يشفيها، فلا تبدو للناظر، ومنها مساحيق لا تميزها العين، أي لا لون لها ولا بريق تناسب الستر عند الرجال.

- قد يفيد الليزر عن طريق إزالة التجاعيد التي تزيد من منظر التصبغات، ولكن الوقت مبكر للتفكير به الآن.

- وهناك الجراحة وتصنيع الأجفان (بليفاروبلاستي)، والذي يستأصل الموضع ويشد الجلد، وهذا العمل الجراحي يحتاج خبيراً، وقد يكون مكلفاً، ولكن لا ينصح به في المرحلة التي عندك ولا لمريض بسنك.

وأخيراً: وقبل البدء بهذه المتاهة فقد يكون ما عندك بسيطاً ولا يحتاج كل هذه التفاصيل، ويمكن بزيارة سريعة لأخصائي الأمراض الجلدية أن يتم تدبير الأمر بعيداً عن الخيال والتوقع.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر meroaldaly

    هاى شكرا على الاستفادة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً