الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإحساس بالخفقان الشديد مع ضيق في التنفس

السؤال

السلام عليكم..


مشكلتي هي إحساس بالخفقان الشديد والمؤلم الناتج عن فكرة أو أفكار متسلطة، فبمجرد الوقوف في موقف معين ورؤية الشيء الذي يثير تلك الوساوس، أحس بما يلي:-

1- الخفقان الشديد جداً لدرجة تبعث على الخوف.
2- عضلات العنق تتقبض.
3- ضيق في النفس.
4- رعشة أحياناً.

حتى أنني أود لو لم أقف ذلك الموقف الذي يجلب هذه الحالة، والمشكلة أن هذه الأفكار تافهة جداً، ومضحكة أحياناً، ولا وزن لها على الإطلاق، ولا قيمة لها عندي، وما كنت لأطرح عليكم هذا السؤال لولا هذه الأمور المزعجة التي تسببها والتي تحرجني أمام الآخرين.

وسؤالي هو كالآتي: هل أواجهها بالرغم من التعب والمضايقة والإزعاج الذي تسببه لي؟

وكلما ذهبت فكرة جاءت فكرة لتعوضها، وأشبه هذا الأمر بكوب إذا وضعت فيه الماء خرج منه الهواء والعكس صحيح.

وما رأيكم في تقنية الربط التي تحدث عنها الشيخ الدكتور صلاح الراشد.

سامحوني على الإطالة وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرقيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالذي أراه أنك حقيقة تعاني من نوع من الرهاب، وهذا الرهاب مرتبط بأفكار وسواسية أنتَ لم تفصح عن طبيعتها، ولكن هذا الضيق وهذا الخفقان والانقباض في التنفس والرعشة هي من سمات أو نوبات الهرع، ونوبات الهرع أتفق معك أنها مزعجة ومخيفة، ولكن أود أن أؤكد لك أنها ليست خطيرة.

والعلاج حقيقة يتمثل أولاً في ممارسة تمارين الاسترخاء، وهي تعتبر من الوسائل الطيبة جدّاً خاصة تمارين التنفس وإعادة التنفس، فيمكنك أن تستلقي في مكانٍ هادئ وتفكر في شيء جميل وتغمض عينيك وتفتح فمك قليلاً، ثم تأخذ نفس عميق وبطيء، ويجب ملء الصدر والبطن بالهواء، اقبض على الهواء لمدة خمس ثوانٍ، ثم أخرجه – مرحلة الزفير – ويجب أن تكون بتؤدة وببطء وتدرج.. ويفضل أن يكون الشهيق عن طريق الأنف، والزفير عن طريق الفم... كرر هذا التمرين عدة مرات بمعدل مرتين أو ثلاثة في اليوم.

هذا من التمارين الجيدة ويجب أن تجعلها كنمط لحياتك، وإن شاء الله ستجد فيها خيراً كثيراً.

وطريقة الربط هي من الطرق الجيدة أيضاً وهي تعتمد على العلم المعرفي، ولا مانع أبداً من ممارستها.

ومن السبل العلاجية المهمة جدّاً في نظرنا العلاجات الدوائية، التي تعتبر مهمة جدّاً؛ لأن الوساوس والرهاب يعتقد بصورة جازمة الآن أن هنالك مكون بيولوجي (مكون كميائي) لها.. الكثير من الناس يعتقد أن العلاج السلوكي لوحده يفيد، أنا لا أعتقد ذلك، فالعلاج السلوكي يساعد كثيراً ولكن الصورة تكتمل بتناول العلاج الدوائي، خاصة أنه توجد الآن أدوية فعّالة وممتازة وغير إدمانية -، فأرجو أن تحاول أحد هذه الأدوية وهي كثيرة جدّاً.

وهنالك عقار يعرف باسم (سبراليكس) يعتبر دواء مثالياً جدّاً في هذه الحالة، فيمكنك أن تبدأ بتناوله بجرعة 10 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى 20 مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى 10 مليجرام ليلاً يومياً لمدة شهرين، ثم خفضها إلى 5 مليجرام يومياً – ليلاً أو نهاراً – لمدة شهر، ثم توقف عنها.

وأما الأفكار التي تتسلط عليك فأنت مؤمن بسخفها ولكن عليك أن تقاومها، وعليك أن تحقِّرها، وعليك ألا تتبعها، وعليك أن تستبدلها بأفكار مضادة ومخالفة لها، حاول أن تبني الفكرة المضادة وتقوي منها، وبتقويتها وتثبيتها سوف تجد إن شاء الله أن الفكرة الوسواسية قد زالت.

إذن؛ هنالك آليات مختلفة جداً للعلاج، أرجو أن تأخذها مجتمعة وتطبقها بقوة والتزام.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً