الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب في الزواج ولم يتقدم لخطبتي أحد

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 29 عاماً، خريجة جامعية، وعلى قدر من الجمال والأخلاق وملتزمة دينياً، وحتى الآن لم يدق بابي أحد، ومع أن الكمال لله وحده إلا أنني فتاة شبه كاملة، لم أترك باباً إلا طرقته مثل استشارة المشايخ وغيرهم، ولا يوجد أمامي سوى التوكل على الله.

أرغب في الزواج لأسباب متعددة منها: أننا أسرة فقيرة ووالدتي مريضة، فإذا -لا سمح الله- حدث لها أي مكروه فأين سيكون مصيري، إضافة إلى أن المنزل الذي نسكن فيه مستأجر، وكذلك طبيعة عملي فيها نوع من الاختلاط المفروض علي.

وتقدم لخطبتي عدد من الرجال، ولكن أعمارهم تتجاوز 65 سنة، أصبحت أعاني من مشاكل نفسية واجتماعية، والغريب في الأمر أن أقاربنا ممن لديهم شباب مقبلون على الزواج يختارون لهم فتيات بعيدات، ولا أحد يرغب في الاقتران بنا لأسباب والله لا أعرفها، كل ما أعرفه أننا أناس مستورون، فقراء مادياً ولكن في نفس الوقت ذوو خلق ودين ومستورون.

أرجو تقديم النصح والإرشاد لي شاكرة لكم تعاونكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن فقر المال لا يضر إذا وجد الدين، وغداً يموت الناس وكأنه ما جاع من جاع ولا شبع من شبع، ولن يكون فقيراً من تمسك بالدين، وكيف يحزن من وفقه الله للطاعات.

وأرجو أن تعلمي أن لكل أجل كتاب، وسوف يأتيك ما قدره لك الوهاب، وإذا وجد الجمال والدين فماذا ينتظر الشباب؟ وماذا يريد الخطَّاب؟ .. ولا تنزعجي وغداً سيطرق الباب؛ فأكثري من تلاوة الكتاب، وارفعي أكف الضراعة لمن بيده الدنيا وهو المالك ليوم الحساب.

ولا يخفى عليك أن كثرة التفكير لا تحل المشكلة ولا تقرب البعيد، فأشغلي نفسك بما خلقت له، وأظهري رغبتك في العفاف، واحشري نفسك في مواطن الخير ومراكز العلم والقرآن، واعلمي أن لكل صالحة من النساء أخاً أو ابناً يبحث عن أمثالك من الفاضلات.

وأما بالنسبة لوالدتك فاجتهدي في برها واقتربي منها، واعلمي أن فلاحك في خدمتها، فلا تقصري في حقها، وربما كان لتأخر مجيء الخطَّاب حكمة، ومن التي ستخدم والدتك، وكم كان سيطول حزنك إذا لم تتمكني من خدمتها والوقوف إلى جوارها في أيام مرضها وضعفها، ولستِ مطالبة بشغل النفس بما سوف يحصل إذا حصل للوالدة شيء، فإن الكون يسير بتدبير العليم القدير، وقد تكفل سبحانه بالأرزاق والآجال.

فأشغلي نفسك بطاعة الله، والزمي طريق المتقين، فإن الله سبحانه مع المتقين، وأحسني للناس وللجيران، فإنه سبحانه يحب المحسنين، وهو سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.

واجتهدي في صلة أرحامك ولا تحزني إذا لم يطرقوا بابكم؛ فإن الأمر مقدر ومكتوب، وابحثي عن أسباب الجفوة؛ لأن الإصلاح طاعة للفتاح، والإنسان لا يستغني عن أهله وأرحامه.

واعلمي أن السعادة لا ترتبط بالزواج ولا بالمال ولا بغيره، لكن السعادة تنبع من النفوس المؤمنة المطمئنة، واحرصي على الابتعاد عن مواطن الرجال، والتزمي بحجابك، وحافظي على وقارك وحيائك.. ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يسعد والدتك بزواجك وأن يسعدك في حياتك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً