الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخلف الطفل وعلاجه.

السؤال

لدينا ولد أختي نعاني منه كثيراً، وخاصة أمه لأنه يختلف عن إخوانه بأنه سلبي، رغم أنه ليس غبياً ولكنه يبدي عدم اهتمام في جميع ما يطلبه منه والداه، بل إنه لم ينفع معه لا جانب الترهيب ولا الترغيب إلا في بادئ الأمر، ثم يعود ويترك ما أمر به بعد فترة وجيزة، لينصرف للعب أو العبث، فقد حفزته أمه بـمبلغ مالي لكي يدرس، في أول الأمر يهتم ثم بعد ذلك يهمل، فذكرته أمه بالهدية فقال: (ما هو لازم هدية) وهو كذلك يجد صعوبة في الكلام رغم أنه الآن في الصف الثاني ابتدائي مع تحسن طفيف عن السابق، ويغار من أخيه الأصغر منه، خاصة لأنه يتكلم أفضل منه وكذلك أشطر منه في المدرسة ومن نواحي كثيرة، فقليلاً ما يؤنب والداه أخاه الصغير؛ لأنه لا يخطئ كثيراً مثله.

والسؤال: هل علاج عدم الاهتمام لديه يمكن أن يتم بطريقة علاجية نفسية أم لا؟
وما هي طريقة العلاج إذا أمكن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمما أوردته من ضعف التركيز وعدم الاهتمام الذي يعاني منه الطفل، فإن أول شيء يخطر على بالي أننا لابد أن نتأكد من درجة استيعاب وذكاء هذا الطفل؛ لأنه توجد هنالك مقاسات تخصصية تحدد درجة الاستيعاب والذكاء، وهذا الطفل ربما يعاني من علة أو نقص في ذكائه، وهذا يجب أن يحدد عن طريق الأخصائي النفسي، والحمد لله هم كثر في المملكة العربية السعودية، فلذا أرى أن الواجب والأمانة أن أقول لكم أنه يجب أن يؤخذ للأخصائي النفسي من أجل تحديد مستوى ذكائه وهل لديه الذكاء ينطبق مع عمره أم لا؟

أما بالنسبة للعلاج لهذه الحالات، حتى وإن كان لديه بعض التخلف فالمبدأ واحد، وهو أن نشجع وأن نحفِّز وأن نكرر القول والفعل حتى يستوعب الإنسان، وهذا الأمر يتطلب الكثير من الصبر وهو يتفاوت من إنسان لآخر.

كل علم السلوك في حد ذاته يقوم على التحفيز، وكل إنسان يمكن أن يتعلم، وأنتَ تعرف أن حيوانات السرك -مع بُعد المقارنة والمشابهة- يتم تدريبها عن طريق التحفيز، إذن فالتعلم هو أمر سلوكي يمكن للإنسان أن يكتسبه مهما كانت درجة إدراكه.

أنا على ثقة تامة حين تقابل الأخصائي أو الأخصائية النفسية سوف تقوم بشرح هذه الوسائل العلاجية بعد تحديد مستوى الذكاء.

بالنسبة للتعليم لابد أن يوضع الطفل في المكان المناسب والمدرسة المناسبة حسب مستوى ذكائه، إذا كان هنالك تخلفا –ولا أعتقد أن هنالك تخلفا شديداً وأسأل الله ألا يكون في الأصل– في هذه الحالة يوضع الطفل في مدرسة عادية ولكن يخصص له وقت أكثر ويشرح له بصورة أطول وأدق، أعرف أن هذا الأمر ممل وقد يتطلب الصبر ولكنها الوسيلة الوحيدة المتاحة.
أسأل الله لهذا الطفل التعلم الجيد وأن يتغير سلوكه ويصبح أكثر إيجابية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً